السياسة والوعظ الديني

 

بقلم: توكل كرمان 

أؤمن أن وظيفة الدين تهذيب السياسة وكل جوانب الحياة، لكن لن يحدث ذلك ابداً عبر السياسي الذي يزاول الوعظ او الواعظ الذي يحترف السياسة. 

يجد الوعظ والارشاد الديني طريقه الى القلوب بسلاسة حين يلقيه غير السياسي ، حين يفعلها السياسي نكون على موعد مع كارثة ستحل بالدين والسياسة معاً ، تزداد كماً ونوعاً تبعا لكثافة نشاط السياسي الواعظ واتساع المتلقين.

وسرعان ما يتحول السياسي الواعظ الى مستغل للدين، ويقع في خطيئة تسخيره لخدمة السياسة، يحدث ذلك بقصد او دون قصد ، لا يلبث ان يتحول الموعوظون الى متعصبين لمواقف واعظيهم السياسية وهم يحسبون انهم يتعبدون الله بالتعصب ويظنون انهم يحسنون صنعاً ، ويستمرون في المضي في متاهة التعصب حتى يصلون الى القعر ، حينها يقولون ان جميع الساسة عدى واعظيهم ليسوا على شيء.

لاتتوقف الكارثة عند حد.

يجري تحويل الدين الى مصدر للتعصب بدل ان يكون ينبوعاً لتهذيب النفوس والى كراهية الجميع عوضا عن محبة الكل.

حين يتولى الوعظ والارشاد الديني غير السياسي يكون التدين الحق وحين العكس يكون التدين الزائف هو الرائج.

هذا ليس فصلا للدين عن السياسة بل تحرير له من استغلال الساسة وحرمان للسياسة من تسخير الدين لخدمتها.

يتزكى السياسي حين يكون موعوظ لا واعظ، وتتطهر معه السياسة، وبالمحصلة سنكون امام سياسة تخدم الدين وتنتصر لقيمه ومقاصده.

الحديث هنا عن الآثار السلبية التي يجلبها جمع احتراف كلا السياسة والوعظ في الشخص الواحد، ولايشمل التناصح والتواصي الاجتماعي، الذي هو واجب الجميع تجاه الجميع، حيثما وجد الخطأ واينما اخترقت القيم فمن الطبيعي ان يتناصح الناس ويتواصون بالحق. 

كما لايشمل السياسي المتدين ولا المتدين الذي يشترك في السياسة.

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search