الاسلام وحرية الاعتقاد

 

بقلم: توكل كرمان 

قبل أكثر من الف واربعمائة عام اعلن الاسلام المبادئ الاساسية لحقوق الانسان، اشعر بالذهول وانا اقرأ .. ان لا اكراه في الدين، وان من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وتتكثف آيات الله وتوجيهات رسوله لتؤكد حرية الاعتقاد والضمير وحرية التعبير والتفكير، وتقررها كحقوق اصلية لاسبيل للانتقاص منها.

توجيهات الله لرسوله الصارمة باحترام حرية الاعتقاد يفهمها كل انسان سوي، مثل هذه الآية تفسر نفسها وهي غنية عن التأويل "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

في الميثاق كما في العهدين الدوليين تتركز حرية الاعتقاد والضمير في القلب منها، وتتفاخر الامم التي انجزتها قبل عقود قليلة بهذا الانجاز الانساني العظيم.

في شبه الجزيرة العربية كان الاسلام قد قرر كل ذلك حين ارسل رسوله بالحق، هذا هو ديننا.

للأسف هناك اليوم فقهاء كثر يقرأون هذه الآية على الناس ويؤولونها حسب ما تمليه الاعراف وتقتضيه الاسلاف، يقولون: "عليك ان تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".

يلعب الدين دور حاسم في حياة الناس، افراد ومجتمعات ودول، إن لم يكن ايجاباً فسيكون سلبا للأسف، والخيار لعلماء الدين والمشتغلين في الفكر الاسلامي، هل سيمضون في التجديد والتنوير والاصلاح الديني ام سيختارون المضي بالقناعة القديمة وحشد الناس الى ما وجدوا عليه الآباء من اعراف واسلاف وتسويقه على انه هو الدين الحق وكل ما عداه اصحابه ليسوا على شيء ؟!

هذا ليس الدين، هذه اجتهاداتكم المتعثرة المختلطة بالعادات المتزاوجة بالتقاليد، وإذ نقول ان ديننا شيء آخر فنحن نعلي من قدره بالقدر الذي نزداد ايماناً، هذا ليس نيلاً من العلماء أيضاً، بل اعلاء لشأنهم ودعوة لزيادة فاعليتهم لتحقيق مقاصده في خدمة المجتمع وليغدو ابناءه خير امة اخرجت للناس بما يؤدونه من خير لأنفسهم وللأنسانية جمعاء.

من يحذروننا من ضياع الدين ان لم نستخدم السوط لالزام العصاة، وارهاب الذين لايتبعون اجتهاداتهم وفتاويهم، ومن اندثاره ان لم نكره الناس على ان يكونوا مؤمنين، أولئك وحدهم لايؤمنون في اعماقهم ان الاسلام صالح لكل زمان وعابر لكل عصر، ويريدوننا ان نشاركهم الشك بالله والريب بالدين ، لكننا لن نفعل!! 

دعك منهم ، مايجلبوه على انفسهم من قداسة وعلى مقولاتهم من جلال دليل على مافي عقولهم من زيف، وعلى مافي حجتهم من هشاشة. 

ولتؤمن بالاسلام اختياراً، ولتحمله قناعة راسخة، لايفل منها تهويمات الذين يتبعون الظن، ولا احاديث من لايكادون يفقهون حديثا، ولاتسمح ابداً أن يستخفنك الذين لايوقنون!!

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search