المقالات
ترامب وروح اميركا
بقلم: توكل كرمان
عبارة الارهاب الاسلامي التي اطلقها ترامب وتعهد بحماية اميركا منه وشرع باتخاذ اجراءات منها حرمان المسلمين من زيارة "العالم الجديد" وهو الأسم الذي اطلقه مؤسسوا الاتحاد على اميركا.
اقول تعني عبارة الارهاب الاسلامي: اننا ارهابيون لأننا مسلمون، الاسلام دين ارهابي هذا ما تقوله العبارة.
يتشارك المسلمون وعلى نحو شامل هذا الانطباع : ترامب ومساعدوه جاءوا الى البيت الابيض ولديهم القناعة ان ديننا ارهابي وأمتنا ارهابية، هذه القناعة يقف وراءها التعصب والكراهية والعنصرية فقط ولاتستند على اي عقل او منطق ،ولاتحمل اي مصلحة لأمريكا بقدر ما تنطوي على مخاطر غير مقدور على تحمل نتائجها.
هذه العنصرية لا استطيع ان اتخيل إلى أين ستذهب بالعالم، مثلما لم اكن اتخيل ان تصل الى رئاسة اميركا ادارة بكل هذه الكم من المواصفات الضارة.
نحن إزاء "عالم جديد" تريده الادارة الاميركية هذه المرة بلامسلمين، هو قديم جدا إذاً، يحيلنا الى عصر الحروب الصليبية لا الى اميركا المفتوحة على كل الاجناس والالوان والاديان والاعراق، كما ارادها مؤسسوا الاتحاد.
استثنى ترامب من قراره بحرمان السوريين من السفر الى اميركا مسيحيي سوريا.
غير المعقول وصل الى مستويات قياسية جداً.
ترامب مخلص جدا لتصنيف الناس حسب اديانهم ليست العملية مجرد استغلال انتخابي سيء لمشاعر الكراهية عند المتعصبين ليمنحوه اصواتهم.
تصنيف الناس حسب اديانهم مستهجنة اخلاقيا لا يجاهر بها اشد المتعصبين من العامة في العالم المتمدن اما منحهم الامتيازات حسب هذا التصنيف فهي جريمة تنتهك كافة الحقوق المدنية والسياسية كما هي في العهود والمواثيق التي تتفاخر البشرية بانجازها لكن الرئيس الاميركي يفاخر ويجاهر بها ويرتكبها دون اي شعور بالذنب او الحرج.
التوجيهات الصادرة عن ترامب المطروحة الآن امام المعنيين باستقبال طلبات الهجرة والقدوم الى اميركا المقدمة من السوريين تلزمهم بالبحث عن دين المتقدم، تقول توجيهات ترامب ان كان الراغب بالزيارة او الهجرة مسيحياً امنحوه الموافقة او فارفضوها ان كان مسلما.
انظروا الى أين وصل الأمر ..الاجراءات صيغت لتعطي الامتيازات حسب الدين في اميركا، من كان يتوقع ان ذلك سيحدث يوما.
لاندري كم هي التشريعات والاجراءات التمييزية التي ستستحدثها ادارة ترامب قبل ان يفيق الأميركيون ويضعون حداً لهذا العبث الذي ينال من اميركا أولاً ويجعلها تفقد روحها وضميرها وعامل قوتها الاهم، هذا الذي يقلقنا على اميركا التي نحب ونراهن ونريد.
أخيراً...هل لدينا الحق ان نبدي هذا القلق المبرر جداً: ماحجم المخاطر على ملايين المسلمين من المواطنين الاميركيين والمقيمين هناك في ظل ادارة تضخ هذا الكم من التحريض والكراهية.