المقالات
نائب للرئيس وقائد لميليشيا
بقلم: توكل كرمان
نفى حميدتي نائب الرئيس السوداني الانتقالي ان قواته مرتزقة يتم استئجارهم لخوض معارك خارجية لامصلحة للسودان في خوضها، وقال ان قواته في اليمن لإعادة الشرعية وليسوا مرتزقة، لا ليسوا لإعادة الشرعية، بل لتنفيذ الأجندة السعودية الرامية لتفتيت اليمن والوصاية على جزره وسواحله، هذا القول لاينقصه الدليل في حين لاتملك دليلاً واحداً على ادعائك،
اسأل نفسك أين هي الشرعية التي أعادها مقاتلوك؟!، هي محتجزة في فنادق الرياض منذ خمسة أعوام، ممنوعة من العودة إلى اليمن بفيتو من قبل التحالف الذي يستأجر مقاتليك.
مقاتلوك هناك ليس من أجل اليمن كما بينت لك وليس من اجل مصلحة السودان العليا، فما مصلحتها من تفتيت اليمن والوصاية السعودية الإماراتية عليه وما مصلحتها من الإساءة على هذا النحو العابث إلى العلاقة التاريخية بين شعبين شقيقين يكنان لبعضهما مقادير هائلة من الحب والود النادر.
هم للأسف بالفعل مرتزقة تتقاضى الأجر والمقابل عن كل واحد منهم ، وان كان ثمن بخس وأنت فيهم من الزاهدين، يعاملك ويعاملهم مسؤولو السعودية والامارات بازدراء بطريقتهم المعهودة باسترقاق من يخدمونهم ويستأجرونهم.
في ليبيا الأمر أكثر سوء، هي دولة جارة وليست فقط شقيقة، والقتال هناك يهدف لاسقاط حكومة شرعية واستبدالها بحكم الميليشيا وبالتالي إلى احتمال تقسيمها إلى اكثر من جزء.
حجة القتال لإعادة الشرعية عكست تماما في ليبيا، هناك شرعية يعترف بها العالم، يقاتلها مرتزقتك ضمن طيف من المرتزقة القادمين من وراء الحدود.
ما تفعله هناك والحال كذلك يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي السوداني، ويضر بطريقة بالغة السوء بمصالح السودان العليا.
مشكلتك على السودان مركبة ومعضلة ستتفاقم إن لم يضع السودانيون وقواهم الحاكمة لها حلاً عاجلا ، السودان ظل يحتفظ بود مشهود مع كل الدول العربية وها أنت تقوضها على هذا النحو العابث،
هذا السودان الذي تتربع نائبا للرئيس فيه لا زلت تحتفظ بميليشيا موازية لجيشه الوطني وترفض دمجها وانهاء الازدواجية، مع ماينطوي عليه ذلك من مخاطر اقتتال داخلي وحرب أهلية يمكن ان تحدث في أي لحظة، كنتيجة طبيعية لازدواجية الجيوش وانقسامها في البلدان.
تصر وأنت نائب للرئيس على البقاء قائد لقوات الدعم السريع ، هو دعم سريع نعم لكن ليس للسودان، بل لأجندة السعودية والإمارات الضارة في المنطقة.