اخبار المنظمة

تدين منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات الجريمة البشعة التي راح ضحيتها ثلاثة من أعضاء فريق تلفزيون السودان الرسمي، وهم المخرج فاروق أحمد محمد الزاهر، والمصور مجدي عبدالرحمن فخر الدين، والسائق وجي جعفر محمد أونور، إلى جانب نقيب في الإعلام العسكري، إثر قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدف محيط القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم 21 مارس/آذار 2025.
وإذ تنعى المنظمة هؤلاء الإعلاميين الذين قضوا أثناء أداء واجبهم المهني، فإنها تعرب عن قلقها البالغ إزاء التصاعد الخطير في استهداف الصحفيين في السودان، لا سيما مع تكرار الحوادث التي أدت إلى مقتل، وجرح، واعتقال، وإخفاء عشرات العاملين في الحقل الإعلامي، منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
وبحسب تقرير لمنظمة صحفيات بلا قيود و أيضا تقارير صادرة عن نقابة الصحفيين السودانيين، فقد فقد القطاع الإعلامي أكثر من 23 صحفيًا وصحفية خلال أقل من عام، بينهم 16 في العام 2024 وحده، في زيادة مرعبة بنسبة تفوق 300% عن العام السابق. كما وثقت النقابة ما لا يقل عن 509 انتهاكات جسيمة بحق الصحفيين ووسائل الإعلام، تضمنت القتل، الاختطاف، الاحتجاز القسري، التهديد، والاعتداءات الجسدية، وسط أجواء من الإفلات التام من العقاب.
تدعو جميع الأطراف المتحاربة في السودان إلى احترام حرية الصحافة، والكف فوراً عن استهداف الصحفيين والصحفيات، وضمان سلامتهم أثناء تأدية مهامهم المهنية والإنسانية.
وتذكّر بأن حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة هي التزام قانوني نصّت عليه اتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي، كما تؤكد المادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لعام 1977 أن الصحفيين المدنيين الذين يباشرون مهمات مهنية في مناطق النزاع يجب أن يُعاملوا كمدنيين، ويُمنع استهدافهم. كما يشكل استهداف الصحفيين جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
كما تطالب بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين أو المختطفين، ووقف الانتهاكات التي تهدف لإسكاتهم وإرهابهم.
وتهيب المنظمة بالمجتمع الدولي والمنظمات الصحفية العالمية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين، مراسلون بلا حدود، معهد الصحافة الدولي، اتحاد الصحفيين العرب والأفارقة، والنقابات الشريكة، أن يتحملوا مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية في الضغط من أجل حماية الصحفيين السودانيين، وفتح تحقيقات مستقلة وشفافة لمحاسبة الجناة.
كما تدعو المنظمة وسائل الإعلام المحلية والدولية، والمؤسسات الصحفية، والجهات الرسمية والميدانية، إلى عدم المجازفة بأرواح الصحفيين والزجّ بهم في مواقع غير آمنة دون توفير سبل الحماية والتأمين اللازمة، وتؤكد أن ضمان سلامة الصحفيين واجب أخلاقي وقانوني لا يجوز التهاون فيه.
وتعبّر المنظمة عن تضامنها الكامل مع عائلات الضحايا، ومع مئات الصحفيات والصحفيين الذين نزحوا داخلياً أو اضطروا للجوء خارج البلاد، واضطر بعضهم لتغيير مهنهم في ظل تدمير البنية التحتية الإعلامية، وتوقف الصحف الورقية لأول مرة منذ أكثر من 120 عاماً، في واحدة من أشد الأزمات التي تواجه الصحافة السودانية.
صادر عن صحفيات بلا قيود
24 مارس/آذار 2025م