اخبار المنظمة
تُجدد منظمة صحفيات بلا قيود إدانتها الشديدة للتصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، الذي يشهد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني. اليوم الجمعة، 6 ديسمبر، أودت غارات إسرائيلية متعمدة بحياة أكثر من 30 مدنياً في محيط مستشفى كمال عدوان، بعد استهداف منازل قريبة من المستشفى، ما يعكس استهتاراً صارخاً بحماية المرافق الصحية والنازحين.
تشير المنظمة إلى أن الهجمات الممنهجة على مستشفى كمال عدوان تُعد دليلاً واضحاً على الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي. وبحسب مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، تعرّض المستشفى للقصف خمس مرات خلال 24 ساعة فقط، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد الطاقم الطبي. ويؤكد أبو صفية أن هذه الاعتداءات “جزء من سياسة وحشية تستهدف الأحياء والمدنيين داخل المنشآت الصحية”.
تعتبر هذه الهجمات المتعمدة انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف التي تحظر استهداف المستشفيات والمرافق الحيوية، لا سيما في أوقات النزاع.
يشير خبراء في القانون الدولي إلى وجود دلائل واضحة على نية الإبادة الجماعية في الأعمال العسكرية الإسرائيلية بغزة، خصوصاً في شمال القطاع مثل مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا. تتجلى هذه النية من خلال استهداف المرافق الأساسية التي تُبقي السكان على قيد الحياة، بما في ذلك المباني السكنية، مراكز النزوح، المستشفيات والمدارس.
وفقاً للمؤسسات الحقوقية، قُتل أكثر من 3700 فلسطيني في شمال غزة وحدها خلال الشهرين الماضيين، فيما تجاوز العدد الإجمالي للضحايا منذ 7 أكتوبر 2023 حاجز 44,600، مع أكثر من 100,000 مصاب، مما يجعل هذا التصعيد العسكري الأكثر دموية في تاريخ القطاع.
يواصل جيش الاحتلال استهداف مخيمات النزوح والمدنيين الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم. الخميس 5 ديسمبر، قُصفت عدة أحياء في القطاع، بما في ذلك تل الهوى والصبرة والشجاعية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وفي حادثة أخرى، وثّقت المنظمات الحقوقية قصفاً متعمداً على مخيم مواصي خان يونس الأربعاء الماضي، أسفر عن مقتل 20 مدنياً، بينهم أطفال، بعضهم تفحمت جثثهم بالكامل. هذه الجرائم دفعت آلاف العائلات إلى التشرد وسط ظروف قاسية.
تُبرز التقارير الحقوقية أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لنسف المباني السكنية وتجريف الأحياء. وأظهرت صور الأقمار الصناعية عمليات واسعة لنسف المباني وتجريفها، خصوصاً في المناطق الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه. كما وثّق الدفاع المدني في غزة استهدافاً مباشراً لعائلات بأكملها داخل منازلهم، مما أدى إلى إبادة جماعية في بعض الحالات.
دعوة لتحرك دولي عاجل
تدعو منظمة صحفيات بلا قيود المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته التاريخية والإنسانية لوقف الجرائم المستمرة في غزة.
وتطالب بممارسة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الهجمات فوراً، وحماية المدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني، وتدعو لسرعة تنفيذ قرارات محكمة العدل والجنايات الدولية، وسرعة تقديم المتورطين في جرائم الإبادة والمساهمين فيها للمحاكمة، وشكل عاجل. كما تطلب من الأطراف الداعمة لإسرائيل بإيقاف جميع أشكال الدعم الذي يشكل وقوداً أساسياً لحكومة الاحتلال للمضي قدماً في أعمال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
تؤكد المنظمة أن الصمت الدولي تجاه هذه الانتهاكات يُعد بمثابة تواطؤ غير مباشر، وتدعو الحكومات والمؤسسات الدولية للعمل بشكل جاد وعاجل لإنقاذ حياة المدنيين في غزة ووقف الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب بحقهم.