اخبار المنظمة
إسرائيل- توحش تاريخي على الصحفيين
ارتكبت الحكومة الإسرائيلية أكبر عملية قتل للصحفيين في التاريخ الحديث خلال خمسين يوماً من عملياتها في قطاع غزة منذ 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى اليوم الأول للهدنة 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
بدأت الحرب في 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما شنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هجوماً على الأراضي المحتلة، أدى إلى مقتل 1200 شخص بحسب التصريحات الاسرائيلية. أعقبه إعلان الحكومة الإسرائيلية حربها على قطاع غزة، وأدت إلى مقتل أكثر مقتل 14000 فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، بين هؤلاء 62 صحفي وصحفية في قطاع غزة و3 في جنوب لبنان وتقول إسرائيل إن 4 صحفيين قُتلوا يوم هجوم حماس.
تمكنت وحدة الرصد في صحفيات بلاقيود من التحقق من مقتل 62 صحافياً وصحافية في قطاع غزة وجنوب لبنان، ولم تتمكن من التحقق من القتلى الصحفيين الإسرائيليين. وتقول مراسلون بلا حدود إنها قدمت دعوى أمام محكمة الجنايات الدولية بشأن استهداف عدد من الصحفيين في غزة وصحفي إسرائيلي واحد قُتل خلال تغطية الأحداث في الكيبوتس يوم هجوم حركة حماس.
في الأسبوع الأخير قبل بدء الهدنة (بين السبت والجمعة 18-24 نوفمبر/تشرين الثاني) رصدت صحفيات بلاقيود مقتل 15 صحفي وصحافية بهجمات وقصف إسرائيلي بينهم 13 صحافياً وصحافية في قطاع غزة و2 في جنوب لبنان. وبدأت هدنة منذ يوم الجمعة 24 نوفمبر.
وهو ما يرفع عدد القتلى الصحفيين والصحفيات حتى 24 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 59 في غزة و3 في جنوب لبنان. وتحققت وحدة الرصد التابعة لـ "صحفيات بلا قيود" من معلوماتهم. فيما تقول نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن عدد القتلى 62 صحفياً وصحفية حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني في قطاع غزة وحدها. كما تلقت المنظمة تقارير عن اختفاء صحفيين اثنين واعتقال 29 صحافياً في الضفة الغربية.
وكان يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني أسوأ الأيام حيث قُتل ستة صحفيين، وهو امتداد لسلسلة من الجرائم الممنهجة بحق الصحفيين طوال الخمسين يوماً خلال الحرب.
كما رصدت صحفيات بلاقيود، قيام إسرائيل بجعل عائلاتهم تدفع ثمن تغطيتهم للحرب والقيام بأعمالهم. وقُتلت عدد من عائلات الصحفيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وفي الأسبوع الذي سبق الهدنة قُتل صحافيون مع عائلاتهم مثل "منصور الصواف" و "أمل زهد" و"آلاء الحسنات" و"آيات خضوره"، أو قُتل وأصيب أفراد من عائلاتهم مثل "محمود صباح" و"أمجد أبوشريعة".
كما لم تتوقف التهديدات التي توجه للصحفيين والصحفيات باستهدافهم وعائلاتهم. وقُتل ثمانية أفراد من عائلة "ياسر قديح" بعد أيام فقط من تشكيك مجموعة مناصرة إعلامية إسرائيلية في تغطيته لهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. واستهدف منظمة "أونست ريبورتنج"، الصحفي "قديح" إلى جانب عدد من المصورين الذين نقلوا الصور لصالح وكالات رويترز واسوشيتد برس ونيويورك تايمز وسي إن إن. وتعرض عدد من الصحفيين في الأسبوع الذي سبق الهدنة للتهديد وقال أنس الشريف الذي يعمل لصالح قناة الجزيرة من شمال قطاع غزة إن تلقى تهديدات من ضباط إسرائيليين لوقف تغطيته للحرب الإسرائيلية على القطاع.
والصحفيون وعائلاتهم في مناطق النزاع أو الحرب محميون بموجب القانون الدولي، واستهدافهم أثناء النزاع يعتبر جريمة حرب-حسب المادة 79 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف، التي تعرف الصحفيين الذين يقومون "بمهمات مهنية خطيرة" بأنهم مدنيون. وعلى الرغم من أن إسرائيل ليست طرفاً في البروتوكول الأول، إلا أن فلسطين ولبنان طرفان. ويعتبر انتهاكًا واضحًا لنص قرار مجلس الأمن رقم "2222" والذي يؤكد على ضرورة حماية مهنيي الصحافة والأفراد المرتبطين بهم باعتبارهم مدنيين. وسبق أن قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلّة التابعة للأمم المتحدّة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلّة بالفعل تقارير عن وجود جرائم حرب في هذه الحرب.
ويرفض الجيش الإسرائيلي تقديم ضمانات لسلامة الصحفيين في قطاع غزة، وحسب رسالة بعثها لوكالة رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول يقول فيها "إنه لا يستطيع ضمان سلامة صحفييهما العاملين في قطاع غزة"، بعد أن سعت الوكالتان للحصول على ضمانات بأن صحفييهم لن يستهدفوا بالضربات الإسرائيلية.
إن عدم التزام إسرائيل بالقوانين الدولية خلال الحرب بما في ذلك ضمان وتجنب استهداف الصحفيين والصحفيات في قطاع غزة، خطر على النظام العالمي القائم على القواعد، باعتبارها حليفاً للغرب وتقدم نفسها بالدولة الديمقراطية المتقدمة في المنطقة.
وواجه الصحفيون في قطاع غزة أخطارا كبيرة أثناء تغطية الهجوم البري الإسرائيلي وتكثيف الغارات الجوية الأكثر فتكاً، وقطع التيار الكهرباء، وانقطاع الاتصالات، والتنقل، والاحتياجات الإنسانية الأخرى مع رفض دخول الإمدادات.
ودمرّ الاحتلال معظم مقرات وسائل الإعلام في قطاع غزة، رصدنا تدمير 50 مقراً في الأسبوعين الأولين من القصف الجوي، ولجأ الصحفيون والصحفيات إلى باحات المستشفيات والعمل من الخيام التي لم تسلم لاحقاً من القصف والاجتياح.
تعتقد صحفيات بلاقيود أن قتل الصحفيين يأتي بسبب ممارسة الصحفيين والصحفيات لأعمالهم. وتعتبر أن إسرائيل نموذج توحش سلطات الحرب ضد المؤسسات الصحفية والعاملين فيها عندما تقرر فرض تعتيم على الحقائق والجرائم التي ترتكبها.
وقالت: "يدفع الصحفيون والصحفيات في قطاع غزة ببسالة ثمناً باهظاً لإيصال الحقائق للعالم. ويوثقون الجرائم بمهنية عالية رغم الإمكانيات والمعيقات التي يفرضها الاحتلال من استهداف الصحفيين وعائلاتهم".
"ما حدث للصحفيين الفلسطينيين خلال خمسة أسابيع أمرٌ مروع ومفزع لمجتمع الصحافة في المنطقة والعالم".
"إنها أكبر مقتلة في التاريخ الحديث فلم يسبق أن قُتل هذا الكم من قتل الصحفيين في هذا الزمن القصير ويفوق عدد القتلى الصحفيين في العالم خلال عام 2022 حيث قُتل 42 صحفياً وصحفية. كما أنه ثلاثة أضعاف عدد القتلى الصحفيين الأوكرانيين بعد الغزو الروسي حيث قُتل 17 (2022-2023)".
"يجب عدم التعايش مع قتل الصحفيين والصحفيات، فهم ليسوا أرقاماً فكل واحد منهم يملك قصة. ولا يجب أن يفلت مرتكبو هذه المذبحة السوداء للمحاكم الدولية بتهم جرائم الحرب ومعاقبتهم".
تستمر منظمة "صحفيات بلاقيود" في رصد الانتهاكات في إسرائيل وفلسطين، والتحقق من المعلومات التي تأتي استناداً لمصادر المنظمة، ومن تقارير وسائل الإعلام وبلاغات أقاربهم. وتشمل الصحفيين والصحفيات المعنيين بجمع الأخبار أو التعليق عليها وقت النزاع. وتتأكد وحدة الرصد التابعة للمنظمة من أن بعض الصحفيين والصحفيات قتلوا أثناء تغطية النزاع أو لأسباب متعلقة بمهنتهم خلال الحرب.
بالإضافة لتوصيات صحفيات بلاقيود في تقريرها المنشور يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نطالب:
أولاً، يجب على العالم التحرك العاجل لتوفير الحماية للصحفيين، والصحفيات المتبقين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية وجنوب لبنان.
ثانياً، يجب ضمان تحقيق العدالة للضحايا: لا يجب أن يفلت المتورطين الذين أطلقوا العنان لاستخدام القوة المميتة ضد الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الصحافية والإعلامية في غزة. ويجب أن يتم ذلك دون تأخير، ونعتبر أن استمرار إسرائيل في جرائم القتل الممنهجة يعود لإفلات قادتها من العقاب.
ثانياً، المجتمع الدولي: على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول التي تعتبر النظام العالمي القائم على القواعد قائم في سياستها أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية بالتزام بحرية الصحافة وحماية الصحفيين وإدانة جرائم قتل الصحفيين. وإلغاء كل القوانين والقرارات التي أصدرتها سلطات الحرب بما فيها "أنظمة الطوارئ" سيء السمعة بذريعة "تقييد مساعدات العدو بواسطة وسائل إعلام". والذي يمنح وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرعي، السلطة (بالتشاور مع وزير الأمن القومي) لإصدار أمر باعتقال أي شخص ينشر شيئًا يمكن أن يضر "بالروح القتالية للجنود والمواطنين الإسرائيليين في مواجهة العدو" وبإمكانه إغلاق وسائل الإعلام ومقاطعة البث.
يبدو أنه يمتد إلى الصحف الإسرائيلية ودعا "كرعي" يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني إلى إصدار قرار بمعاقبة صحيفة "هآرتس" ووقف الاشتراكات معها بداعي "نشر الدعاية الانهزامية والكاذبة والتحريض ضد دولة إسرائيل".
ثالثا، على المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بحرية الصحافة، إدانة هذه الجرائم والعمل معاً من أجل تحقيق العدالة للصحفيين والصحفيات القتلى، وعدم التعايش مع هذه الاستهداف المنهجي والمروع وبقاء قصص الصحفيين والصحفيات الأبطال حاضرة دائماً.
أسماء القتلى من الصحفيين في الأسبوع الذي سبق الهدنة (18-24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023)
الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني
قتلت الصحفية أمل زهد، وعدد من أفراد عائلتها في قصف إسرائيلي استهدف منزلها بمدينة غزة قبل ساعات من بدء الهدنة.
توفي مصطفى بكير، الصحفي المصور في قناة الأقصى، متأثراً بإصابته بقصف إسرائيلي استهدف منزله قبل يومين.
الخميس، 23 نوفمبر/تشرين الثاني:
قُتل المصور الصحفي محمد معين عياش، برفقة عدد من أفراد عائلته نتيجة قصف الاحتلال لمنزله في النصيرات وسط غزة.
الأربعاء، 22 نوفمبر/تشرين الثاني:
قُتل الصحفي عاصم البرش، والذي يعمل في إذاعة الرأي الفلسطينية بغزة، إثر إصابته برصاص قناص إسرائيلي في منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة.
الثلاثاء، 21 نوفمبر/تشرين الثاني:
قتلت المراسلة فرح عمر، والمصوّر ربيع المعماري، ومرافقهما " حسين عقيل" من قناة الميادين بغارة إسرائيلية استهدفت بشكل مباشر طاقم القناة في بلدة طير حرفا جنوبي لبنان. بعد نحو ساعة من ظهور "فرح" في القناة.
قُتل الصحفي "محمد نبيل الرزق" في شبكة "قدس" الإخبارية في الغارات المتواصلة لقوات الاحتلال الصهيوني على مدينة غزة.
الأحد، 19 نوفمبر/تشرين الثاني:
قُتل الصحفي بلال جاد الله، رئيس مجلس إدارة "بيت الصحافة" في منطقة الزيتون بمدينة غزة، وهو في سيارته، وقال أقاربه ومسؤولون صحيون ومسعفون إنه قُتل بقذيفة دبابة إسرائيلية.
قُتلت الصحفية آلاء طاهر الحسنات، وهي الصحفية ومقدمة البرامج في شبكة الماجدات الإعلامية، مع عدد من أفراد عائلتها، بقصف منزلها في مخيم البريج للاجئين وسط غزة.
قُتلت الصحفية آيات خضوره، الصحفية المستقلة ومقدمة بودكاست، مع عدد من أفراد عائلتها، بقصف منزلها في بيت لاهيا شمالي غزة.
السبت، 18 نوفمبر/تشرين الثاني،
قُتل الصحفي والمحلل السياسي مصطفى الصواف، مع أفراد من عائلته في قصف إسرائيلي استهدف منزله، وأصيب نجليه منتصر (مصور مع الأناضول) ومحمد (مخرج في ألف ملتيميديا)
قُتل المصور الصحفي عمرو أبو حية، الذي يعمل مهندساً في قسم البث في فضائية الأقصى، في قصف منزله في غزة.
تم الإعلان عن مقتل المصور الصحفي مصعب عاشور، الذي يعمل في جامعة العلوم التطبيقية، بعد اكتشاف جثته بقصف قبل أيام على سوق النصيرات.
قُتل الصحفي عبد الحليم عوض، وهو موظف في قناة الأقصى، في الثامن عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، في غارة جوية على منزله في قطاع غزة.
قُتل الصحفي ساري منصور، (مدير عام وكالة قدس المستقلة) وهو يرتدي السترة الواقية للصحفيين بقصف إسرائيلي على مخيم البريج.
قُتل المصور حسونة اسليم، (مصور في وكالة قدس) في قصف مخيم البريج مع زميله ساري منصور.
صادر عن منظمة صحفيات بلاقيود
25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023