اخبار المنظمة
لبنان: الحكم بالسجن على الإعلامية "ديما صادق" علامة مفزعة
تعبّر منظمة صحفيات بلاقيود عن صدمتها من إصدار محكمة لبنانية حكما بسجن الإعلامية ديما صادق لمدة سنة، بسبب منشور دافعت فيه عن إنسان تعرض للاعتداء من قِبل أنصار تيار سياسي في العام 2019.
محكمة جزائية لبنانية أصدرت يوم 11 يوليو/تموز حكماً يقضي بسجن الإعلامية ديما صادق، لمدة سنة، بجرم "إثارة النعرات الطائفية والقدح والذمّ"، وغرامة قدرها 110 مليون ليرة لبنانية، وذلك في الدعوى المقدمة ضدها من التيار الوطني الحر، ممثلاً برئيسه جبران باسيل.
وقالت ديما في فيديو نشرته على حسابها على «تويتر» إن رئيس التيار النائب جبران باسيل «انتزع قراراً قضائياً بسجني سنة دون إيقاف التنفيذ من محكمة الجزاء من خلال القاضية روزين حجيلي»، واصفة الحكم بأنه «سابقة استثنائية».
رئيسة منظمة صحفيات بلاقيود توكل كرمان، أبدت تضامنها الكامل مع الزميلة "ديما صادق" وقالت إن " الحكم الصادر على صادق يبعث بعلامة مفزعة حول حرية الصحافة في لبنان". ودعت كرمان "القضاء اللبناني إصلاح الخطأ الكبير الذي ارتكبه باستهداف حرية الصحافة والإعلام".
ولفتت توكل كرمان، إلى أن الحكم الصادر ضد ديما صادق، يثير مخاوف كبيرة خاصة على عمل الصحافيات اللبنانيات اللواتي يستهدفن بشكل دائم ويتعرضن لحملات تحريض على أساس النوع الاجتماعي".
منظمة صحفيات بلاقيود تعد محاكمة ديما صادق منذ 2020، محاكمة تفتقد للمحاكمة العادلة سابقة خطيرة للغاية، ومؤشر يدفع حرية الصحافة والتعبير -الذي كان يعرف به لبنان- لمستوى سيئ للغاية، ويزيد من الأعباء على الصحافيات والصحافيين بالنضال من أجل حصر الاتهامات الموجهة في محكمة المطبوعات.
يحظر القانون اللبناني أن يحوّل الصحافيون والصحافيات إلى محاكم غير محكمة المطبوعات، ولكن خلال السنوات الماضية يتعرض الصحافيون والصحافيات للاستدعاءات الأمنية، ومخابرات الجيش والمحاكم غير المختصة، حيث يعامل الصحافيون والصحافيات كمجرمين أو إرهابيين، للتأثير على عملهم الصحافي وممارستهم للحق المكفول بحرية الرأي والتعبير.
تأتي محاكمة "ديما صادق" في محكمة جزائية -غير مختصة بقضايا النشر- بسبب نشرها تغريدة وصفت فيها التيار الوطني الحر بالعنصري والنازي، ربطاً بفيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اعتداء مرافقي النائب السابق زياد أسود، (كان ينتمي إلى التيار الوطني الحر) على شاب من مدينة طرابلس بالضرب في منطقة كسروان، مع توجيه عبارات طائفية إليه من قِبل شبان يتبعون هذا التيار السياسي.
إن صحفيات بلاقيود ترى في الحكم الصادر ضد الإعلامية اللبنانية ديما صادق امتداداً لحملات التحريض والتهديد التي تعرضت لها منذ أغسطس/آب الماضي بإهدار الدم والقتل، بسبب تغريدة على تويتر أبدت فيها رأيها بخصوص شخصيات سياسية عامة في إيران.
على السلطات اللبنانية والتيارات السياسية والطائفية في لبنان أن تعيّ جيداً أن الصحافة ليست جريمة، وأن حرية الرأي والتعبير مقدسة، ويجب عليهم العمل على حماية الصحافيين والصحافيات، والتوقف عن معاملتهم كمجرمين لأن ذلك يمثل انتكاسة خطيرة للدولة اللبنانية التي عُرفت كبلد للحريات.
صادر عن
منظمة صحفيات بلا قيود
13 يوليو/تموز 2023.