الأخبار
أمسية مع توكل كرمان حول متلازمة الاستبداد والإرهاب وتطلعات الشعوب للحرية
الليلة الماضية، ألقت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان - أول يمنية وأول امرأة عربية وثاني امرأة مسلمة تفوز بجائزة نوبل للسلام – حديثا اتسم بالعمق عن طبيعة الإرهاب وعلاقته بالاستبداد وكيف يمكننا محاربة الاثنين معا.
حضر هذا اللقاء، الذي عقد في قاعة كامبل يوم السبت تمام الساعة 7:30 مساء، جمهور كبير. وابتدأت الأمسية بدعوة للوقوف لحظة حداد على أرواح أولئك الذي قضوا جراء القصف باستخدام أسلحة كيميائية في سورية.
وأكثر ما تركز عليه حديث كرمان هو كيف تستخدم الأنظمة الإرهاب لقمع حركات الإصلاح، مستشهدة على ذلك بما يجري في سورية حيث استخدم الرئيس بشار الأسد الإرهاب ذريعة للاستمرار في السلطة، فأخذ باسم مكافحة الارهاب يقتل في المدنيين وفي أولئك الذين ينادون بالإصلاح. ومضت في توضيح كيف تؤدي هذه الأعمال الى تنامي الإرهاب في المنطقة، وكيف ان الجماعات الإرهابية كداعش جاءت نتيجة للأنظمة الاستبدادية.
كما شنعت على المجتمع الدولي دوره في دعم دائرة الإرهاب والاستبداد، موضحة كيف كان العالم في الغالب مساندا او غاضا الطرف عن الأنظمة المستبدة في الشرق الأوسط كما في سوريا ومصر، الأمر الذي يتيح لهذه الأنظمة قمع أي دعوات للإصلاح ويسبب بذلك بروز الإرهاب كرد على القمع الوحشي.
وقالت كرمان "ان داعش جاءت الى الحياة بسبب دعم المجتمع الدولى للاستبداد".
وجددت وبأشد العبارات إدانتها للمجتمع الدولي مخاطبة اياه بقولها: "لقد استبدلت الربيع العربي بربيع داعش"، ففشل المجتمع الدولي في القيام بما يجب إزاء قمع حركات الإصلاح في سوريا وغيرها من دول الشرق الأوسط، سمح للإرهاب بأن ينمو ويزدهر. وتطرقت كرمان أيضا إلى دعم المجتمع الدولي للدكتاتوريين، وبالتالي حكوماتهم القمعية، وكيف سمح للإرهاب بالازدهار.
ومن النقاط التي أكدت عليها كرمان في حديثها أيضا هي كيف أن هذه الأنظمة القمعية جعلت الناس أمم خيارين حتميين إما الإرهاب أو الاستبداد، معبرة عن رفضها لهذا المعادلة الخاطئة وأنها لن تختار سوى الديمقراطية، ذاهبة في القول الى أن الإرهاب والاستبداد وجهان لعملة واحدة ومؤكدة على أن "كل دكتاتور إرهابي وكل إرهابي دكتاتور".
واسترسلت كرمان في التعليق على موضوع التعصب وكيف يساعد في رواج الإرهاب، مستشهدة بالرئيس دونالد ترامب كمثال واضح على ذلك بسبب خطابه عن الإسلام والإرهاب والذي وفقا لما ترى لا يخدم سوى الإرهاب ويدفع البعض الى أحضانه ويغذي فرضية الصراع المزعوم بين الإسلام وبقية العالم والتي كثيرا ما يتداولها الإرهابيون. وهذه الرؤية يشاطرها العديد من الشخصيات البارزة كالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي كان حريصا خلال رئاسته على عدم تصوير الولايات المتحدة بأنها في حرب مع الإسلام، حيث أعرب في إحدى لقاءته أنه فيما يتعلق بالإرهابيين "فإننا لا نضع هؤلاء القتلة في بوتقة واحدة مع مليار مسلم متواجدين حول العالم".
وخلصت كرمان في حديثها الى القول: "يجب ألا ندع التطرف يقودنا، علينا أن نكافح الإرهاب والاستبداد معا". وذكرت أنه لا سبيل الى التخلص من الارهاب الا بإقامة أنظمة ديمقراطية والتخلص من الاستبداد. وأكدت كذلك أن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلا بمساعدة المجتمع الدولي، وأن تخليص اولئك الذين يرزحون تحت الاستبداد مسؤولية الجميع. ومن وجهة نظر أخرى، أشارت كرمان الى الحاجة لمساعدة المضطهدين وأن "السلام داخل الدول لا يقل أهمية عن السلام بين الدول"، مضيفة أنه ربما يكون من السهل على المجتمع الدولي تجاهل الأزمات التي لا تؤثر عليه، لكن يظل من الاهمية بمكان أن يقدم دعما لأولئك الذين يسعون إلى الحرية.
واختتمت كرمان حديثها بالقول أنها لا تتوقع من الأنظمة محاربة الإرهاب وهي تستخدمه ورقة للحفاظ على سلطتها، بل تتوقع ان يأتي اليوم الذي يسود فيه الشعب وتتحقق فيه الحرية في العالم.
لمزيد من التفاصيل اضغط (هنـــــــــا)