الأخبار
توكل كرمان في كلمة أمام مجلس اللوردات البريطاني: شعوب الربيع العربي فقدت الثقة في منظمة الامم المتحدة
دعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إلى مراجعة آليات منظمة الامم المتحدة في اتخاذ القرار، لافتة إلى أن شعوب بلدان الربيع العربي فقدوا الثقة في منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن والمؤسسات العدلية التابعة لها، كالمحكمة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت كرمان في كلمة لها أمام مجلس اللوردات البريطاني، اليوم، بعنوان "الشرق الأوسط، يوجد قمع، لا يوجد ثقة" أن المستبدين والحكام الفاسدون يسترمون في مزاولة مهامهم في نهب الثروات وانتهاك الحقوق والحريات العامة تحت سمع العالم وبصره.
وقالت كرمان في ظل هذه الفضائع لا أحد يفكر بكبح المستبدين ومرتكبي المجازر بحق شعوبهم، مضيفة "حتى منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوربي يبدون تسامحا مريبا تجاه هذه الحكومات الاستبدادية".
وأشارت كرمان إلى أن استعادة الثقة بهذه المؤسسات الأممية العالمية مرهون بضمان فاعليتها وبتجاوز كل جوانب القصور ومسبباته.
وقالت كرمان "وفي هذا الإطار يجب مراجعة الآليات الأممية في اتخاذ القرار والقائم على التوافق الأممي بين الاقطاب لا على المبادئ والمعايير الإنسانية، وهو ما يؤدي إلى شل قدرة المنظمة الأممية على إداء مهامها في حفظ السلام العالمي وفي حماية حقوق الانسان وفي مكافحة الفساد".
وتابعت كرمان "يمكن القول إننا وجدنا أنفسنا أمام حزمة طويلة عريضة من المواثيق والمعاهدات والاتفاقية الانسانية انجزتها البشرية، لكنها مجرد حبر على ورق، مع أنها ملزمة، إلا أن تنفيذها ظل امرا طوعيا على الحكومات وحين يدوسونها، وكثيرا ما فعلوا، يمضي الأمر دون تبعات".
وقالت كرمان إن فشل حكومات وأنظمة الشرق الأوسط ساهم في ضرب السلم الاجتماعي وخلق وتغذية الصراعات على أسس طائفية وجهوية وعشائرية، مشيرة إلى أن هناك احباط عام لدى المواطنين نتيجة فقدان الثقة بالأنظمة الحاكمة.
وشددت كرمان على ضرورة التفكير في أن يكون هناك قادة منتخبون، ومؤسسات كفؤة ورشيدة، انظمة وتشريعات حديثة، مؤكدة أنه الطريق الآمن لتجنب الفشل والعنف والفساد والإرهاب.
وأشارت كرمان إلى أن ثورات الربيع العربي أدت لتغييرات في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية السائدة في المنطقة، والتي كانت تتصف بالتخلف والعجز والفساد.
وقالت كرمان لقد كانت المنطقة على وشك الولوج إلى عصر جديد، فقد أصبح المواطن العربي أكثر ميلاً تجاه مؤسساته الجديدة سواء كانت سياسية أو اعلامية، وقد ساعدت وسائل الإعلام والاتصال التي افسحت مساحة واسعة للنقاشات الحرة لجميع الافكار والرأي في ترسيخ هذا الشعور.
واستدركت كرمان قائلة لكن عودة الثورات المضادة مدعومة من قوى اقليمية ودولية الى الواجهة وتمكنها من الانقلاب على مسار ثورات الربيع العربي أطاح بكل تلك المنجزات، وعادت مشاعر الاحباط تسيطر على الناس، وتراجعت مستويات الثقة لدى المواطنين تجاه السلطات الانقلابية ووسائل الإعلام التي عادت إلى تضليل الرأي العام، والانحياز لوجهة نظر واحدة.