الأخبار
توكل كرمان في محاضرة بجامعة سانت انروز في اسكتلندا: اليمن يعيش بين مطرقة انقلاب فاشي وسندان تحالف يعمل من أجل مصالحه
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن اليمن الآن يعيش بين مطرقة انقلاب فاشي سلالي يؤمن بفكرة الاصطفاء الالهي مدعوم من ملالي إيران، وبين سندان تحالف عربي يعمل من أجل مصالحه وحسب، ويقوم باستغلال ضعف اليمن أسوأ استغلال.
ودعت في محاضرة لها في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا بالمملكة المتحدة، بعنوان "ماذا يجري في اليمن؟" المجتمع الدولي إلى إقامة سلام شجاع وحقيقي في اليمن يضمن استعادة الدولة ومؤسساتها، واسقاط الانقلاب والبدء بمصالحة وطنية شاملة، لافتة إلى أنها خطوات ستشيع التسامح، ولن تبقى اليمن ساحة للحروب والصراعات.
واعتبرت توكل كرمان إن البحث عن حلول وقتية، تعتبر خداع، لأن الالام سوف تستمر والحرب أيضا سوف تكبر أكثر وتتوحش.
وأوضحت كرمان أن اليمن بعد ثلاثة اعوام من الحرب التي أكلت كل شيء تقريبا، موظفو الدولة بلا رواتب منذ عام، انتشار للأمراض والأوبئة، انهيار الخدمات كامل للخدمات مثل الصحة والكهرباء، ما يزال الوضع على حاله، بل ازداد سوءا نتيجة التخبط وغموض السياسات التي يتبناها التحالف العربي.
وأشارت توكل كرمان إلى أن دولة الامارات العربية المتحدة تقوم برعاية ميليشيات خاصة بها في اليمن، وتنشئ سجون لتعذيب الذين يعتقد أنهم يعارضون سياساتها أو قد يعارضون سياساتها في المستقبل.
وقالت توكل كرمان الأدهى من ذلك والأمر، إن حكومة أبو ظبي تمنع وصول رئيس الجمهورية هادي من العودة إلى اليمن، وتمنع السلطات الشرعية من القيام بأعمالها في المحافظات الجنوبية، يردد المسؤولون الاماراتيون تهديدات مستمرة بأنهم سوف يدمروا اليمن، معربة عن أسفها لغض السعودية التي تتزعم التحالف العربي الطرف عن كل ذلك.
وذكرت كرمان أنه لا سبيل للخروج من هذه الدوامة الجهنمية إلا، باستعادة الدولة ومؤسساتها، لا يمكن لليمن أن يعيش تحت سلام زائف، مشددة على ضرورة تجريد الميليشيات من أسلحتها، ويجب تقديم منتهكي حقوق الإنسان والمهتمين بجرائم الحرب إلى العدالة الدولية.
وأكدت كرمان أن أي خارطة طريق أو مبادرة أو مقترحات تقدم لحل للنزاع والحرب في اليمن، يجب أن تجعل غايتها الاستراتيجية إقامة دولة تكون صاحبة الحق الحصري في امتلاك السلاح، وتحتكر الحق في السيطرة والسيادة على جميع المناطق.
وقالت كرمان إن بناء عملية سلام حقيقية في اليمن تتطلب الاتفاق على خارطة واضحة تأخذ بالحسبان كل ما سبق، توافقات اليمنيين أثناء الفترة الانتقالية، وما نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها قرار 2216.
وأضافت كرمان يتوجب وفق هذه الخارطة، أن يتم البدء بإيقاف شامل لإطلاق النار، بالتزامن مع عودة الرئيس والحكومة إلى العاصمة صنعاء، وانسحاب الميليشيا من كافة المناطق وتسليم كافة الأسلحة وفق آليات فاعلة تشرف عليها الأمم المتحدة، ومن قبل رعاة العملية الانتقالية.
وشددت كرمان على أن اليمن يستحق السلام، وأن يأخذ مكانه بين الأمم، فماضيه العريق وروح شعبه الواثقة بالمستقبل يقولان لنا: إنه لا ينكسر ولا يذهب مع الريح.