الأخبار
توكل كرمان.. مواقف ومشاركات بارزة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023
حفلت الشهور الأربعة الماضية (يناير، فبراير، مارس، ابريل) من العام الجاري 2023 بأنشطة وفعاليات بارزة شاركت فيها الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.
وواصلت توكل كرمان حمل القضية اليمنية وابرازها في المحافل الدولية وإيضاح ما يحصل في الداخل اليمني مرفقة إياها بـ"تصور شامل" يحمل خارطة تفضي إلى سلام مستدام في اليمن قائمة على مرتكزات أساسية أهمها الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيها.
في 9 يناير/كانون الثاني 2023 ألقت توكل كرمان كلمة هامة في مؤتمر "نحو ديمقراطية وسلام مستدام في اليمن" الذي نظمه مركز الدراسات المعاصرة في جامعة جورج تاون ومؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في الوطن العربي الآن بمشاركة المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، وأكثر من عشرين خبيرا يمنيا ودوليا.
ورسمت توكل كرمان في كلمتها خلال المؤتمر معالم انهاء الحرب في اليمن، مؤكدة أن الحرب لن تنتهي وفق صفقات بين أدوات الحرب ومشغليهم من الخارج.
وشددت كرمان أن " أي اتفاقية سلام يجب أن تحفظ وحدة اليمن، وتنهي الانقسامات، ونزع سلاح الميليشيا، وإنهاء الانتهاكات ضد اليمنيين، ونزع الألغام، وإنهاء الحصار الداخلي والخارجي، وإطلاق سراح المعتقلين، وبناء حكومة يشارك فيها كل اليمنيين، واحترام اليمن كدولة مستقلة موحّدة، وتعويضها عن كل الدمار الذي أحدثته الحرب.
مساحة حوارية
وفي 15 /كانون الثاني 2023، نظمت توكل كرمان "مساحة حوار" على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، استضافت خلالها كمتحدثين رئيسيين نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، ووزير النقل السابق صالح الجبواني وخصصت لمناقشة بيان مؤتمر واشنطن "نحو سلام مستدام وديمقراطية في اليمن" وما بعده.
وقالت توكل كرمان في حديثها خلال المساحة الحوارية أن بيان مؤتمر واشنطن رسم خارطة سلام للوصول إلى سلام مستدام في اليمن قائم على ستة مرتكزات أساسية هي؛ الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة اراضيها، سحب السلاح من جميع الميليشيات وعلى رأسها ميليشيا الحوثي وان تكون الدولة هي صاحبة الحق الحصري في امتلاكه، وأن تتأسس أي تسوية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ورفع الحصار الداخلي والخارجي عن اليمن، وان السلطة الحالية لا تمثل البلاد ولا تعبر عن طموحاتها واستقلاليتها وهي بالكامل مرتهنة للسعودية دون الاستناد الى اي اساس دستوري وقانوني، والحل بايجاد سلطة جامعة عبر مؤتمر وطني شامل او اي شكل يمكن ان يؤدي إلى سلطة تمثل البلاد، والمرتكز السادس يجب ان تكون هناك عدالة انتقالية تنصف الضحايا وتضمن عدم تكرار الجرائم.
ووصفت كرمان أن المقاربة الموجودة حالياً للملف اليمني من قبل الامم المتحدة والدول الكبرى بأنها مقاربة خاطئة تجعل السلام بعيد المنال، وتدعم الأطراف الداخلية والخارجية المسببة للحرب في اليمن.
واعتبرت كرمان الحوار الحاصل بين السعودية والحوثيين بأنه حوار طرشان وحوار زائف، موضحة أنه حوار بين السعودي والحوثي فقط والشعب اليمني غير ممثل فيه حتى مجلس القيادة الذي اسميه مجلس الخيانة او مجلس النخاسة لا يعرف شيئا عن هذا الحوار.
وقالت كرمان إن أخطر ما يمكن فعله اليوم هو منح مجلس القيادة الرئاسي صبغة الشرعية، مؤكدة على أن "القول بان إطلاق صفة الشرعية عليه يعني ان الاتفاقيات التي سيبصم عليها لمنح السعودية اراضينا وجزرنا وسواحلنا ونفطنا وغازنا هي اتفاقيات شرعية وان البصمة التي سيبصم عليها المجلس على فصل البلاد وتفتيته وهذا ما سيقوم به المجلس، سيكون شرعياً.
ودعت كرمان اليمنيين الى عقد مؤتمر وطني لإنتاج شرعيتهم، مضيفة: لن نعدم الادوات لكن لن نعطي احدا صك اعتراف بانه يمثلنا، فيجب ان نرفض مشروع الاحتلالين ونرفض من يمثل البلاد وهو مرتهن بالخارج وسننظم أنفسنا وسننتج السلطة الشرعية التي تمثل الشعب.
تسليم اليمن للحوثيين
وفي 28 يناير/كانون الثاني 2023 شاركت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في مساحة حوارية نظمتها قناة "بلقيس" الفضائية على منصة توتير، تحت عنوان "موقف شباب الثورة من الحوار السعودي - الحوثي".
وأكدت توكل كرمان في حديثها خلال المساحة إن هناك إنكارا حاليا للحوار السعودي - الحوثي، فيما الصحيح، مضيفة: "والمؤكد أن هناك حوارا سعوديا - حوثيا، وقد توصل الجانبان إلى جملة من النقاط على رأسها هدنة طويلة المدى، ودفع رواتب الحوثيين، ورواتب اليمنيين المقيمين في مناطق سيطرة الحوثي، ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات".
وأوضحت كرمان أن "مليشيا الحوثي وافقت على وقف إطلاق النار، وتأمين الحدود الجنوبية للسعودية"، مشيرة إلى أن المملكة بهذا الحوار سلمت اليمن للحوثيين، وأن الشعب اليمني غير ممثل في هذا الحوار، وحتى مجلس القيادة الذي أنشأته السعودية، وهو عميل لها لا يعلم شيئا وغير مشارك فيه.
وأكدت كرمان أن هناك معركة مؤجلة بين اليمنيين وميليشيا الحوثي لاستعادة بلدهم، وتحريرها من الاحتلال الداخلي بعد أن يكون الاحتلال الخارجي قد غادر البلاد.
مساحة ثورة فبراير
وفي 12 فبراير/شباط 2023 نظمت توكل كرمان عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مساحة حوار سياسية بعنوان "ثورة 11 فبراير.. مالها وما عليها"، بمشاركة نخبة من السياسيين والناشطين والصحفيين.
وقالت توكل كرمان إن ثورة 11 فبراير كانت نتاج نضال طويل ضد الفساد والاستبداد، وعند الحديث عن الثورة يجب عدم إغفال مشهد العربي الذي كان سائداً في العام 2011، مؤكدة أن ثورة فبراير كانت قاب قوسين أو أدنى من ان تنقل اليمن نحو المستقبل، مشددة في الوقت نفسه على أن الثورة مستمرة لن تتوقف عند حد وسنعيد الكرة مرات ومرات حتى ينتصر الحلم.
وأشارت كرمان إلى أن ثورات الربيع العربي ومنها الثورة اليمنية تتعرض لحملات شيطنة متكررة هذه الشيطنة تأتي من خلال مستويين؛ الأول يتحدث بصورة عشوائية ويلقي باللوم على الثورة لما آلت اليه الاوضاع في جميع دول الربيع العربي بما فيها اليمن ويعتقدون أن بقاء الحال على ما هو الاسلم، وهذا قصور في النظر، فهذه الانظمة المستبدة هي التي افشلت البلدان وفتحت الحروب وفتحت الباب بمصراعيه للفقر والارهاب والفوضى.
وقالت توكل كرمان إن المجتمع الدولي مدعو اليوم قبل الغد لمساندة الشعب اليمني لكي يتحالف مع المستقبل او انه سيكون متحالف مع الماضي، مؤكدة أن السعودية راحلة، الامارات راحلة، إيران راحلة، وأن من سيبقى هو الشعب اليمني ومن رفعوا راية التغيير والحرية والديمقراطية في جميع ثورات اليمن ثورة سبتمبر واكتوبر واخيراً وليس آخراً ثورة فبراير.
التحولات القيادية للمرأة
وفي 13 فبراير/فبراير 2023 شارك الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، في المؤتمر الدولي من أجل التحولات القيادية للمرأة بدعوة من منظمة الامم المتحدة، عقد بمدينة جوبا في جنوب السودان، نظمه مكتب نائب رئيس جنوب السودان، ريبيكا نياندينغ دي مابيور، ووزارة النوع الاجتماعي والطفل والرعاية الاجتماعية، وبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ممثلة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وألقت توكل كرمان كلمة خلال المؤتمر استعرضت فيها كفاحها من أجل التغيير وحقوق الانسان وتحديدا الحقوق المتعلقة بالمرأة، مشددة على ضرورة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من حقوقها كاملة، باعتبارهما أمران أساسيان للسلام والتنمية والحكم الرشيد.
المؤتمر العربي 2023 بجامعة هارفارد
وفي 05 آذار/مارس 2023 ألقت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، كلمة في المؤتمر العربي 2023 الذي تستضيفه جامعة هارفاد في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأمريكية.
وأكدت توكل كرمان في كلمتها خلال المؤتمر الذي نظمته جمعية خريجي هارفارد العرب خلال الفترة 3 - 5 مارس الجاري تحت عنوان "مستقبل الديمقراطية في المنطقة"، ضرورة بناء توجهات متوازنة تنحاز لحقوق الشعوب والديمقراطية وحقوق الإنسان بدون تمييز بين دولة وأخرى.
وقالت كرمان إن الردة العالمية باتجاه الحروب والعنصرية والكراهية والنزعات العرقية المتطرفة، تأتي كلها امتداداً للردة المدعومة عالمياً في المنطقة العربية التي مثلتها الثورات المضادة للربيع العربي.
ندوة دولية
وشاركت توكل كرمان في 23 أبريل/نيسان 2023 في ندوة دولية نظمتها الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك (UNAM) خلال الفترة من 24 - 28 أبريل الجاري.
وبصفتها متحدثة رئيسية في الندوة التي ستنظم تحت عنوان "مستقبل البشرية" شاركت توكل كرمان رؤيتها وخبراتها حول مستقبل المجتمع والتحديات التي تواجه عمليات التجديد السياسي.
وهدفت الندوة الدولية إلى استكشاف التحديات المعقدة التي تواجه المجتمع وهو يتطلع إلى المستقبل، بما في ذلك قضايا مثل الأزمات الاقتصادية والبيئية، والنظم الصحية، والهجرة، وتآكل الديمقراطية.
إنسانية بلا حدود
إنسانياً، سارعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، بإطلاق جهود اغاثية لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال ووسط سوريا في 06 فبراير/شباط 2023 وأدى إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح.
وعبرت عن تضامنها مع الشعبين التركي والسوري جراء كارثة الزلازل التي ضربت البلدين، داعية الحكومات والمنظمات المعنية لتقديم المساعدات الضرورية للمتضررين.
كما أعلنت توكل كرمان أنها وعبر المؤسسة التي تحمل اسمها عن مساهمة بمبلغ مليون ليرة وبناء 50 وحدة سكنية للمتضررين في تركيا، وتسيير قافلتي إغاثة إلى المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا.
صراع السودان
سياسياً، حذرت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان من انزلاق السودان إلى الحرب الأهلية عقب الموجهات التي اندلعت في 15 ابريل/نيسان 2023 بين قوات الجيش من جهة وميليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي" من جهة أخرى.
واعتبرت توكل كرمان أن ما يجري في السودان تم تصميمه لمعاقبة لمعاقبة الشعب السوداني على ثورته وحلمه بالحرية والديمقراطية، حيث يتم استبدال الجيش بالميليشيا حينها تختفي الدولة وليس فقط التطلعات والاحلام.
وانتقدت كرمان الموقف المحايد لقوى الحرية والتغيير ولأحزاب السودانية تجاه الأحداث التي تجري في بلادهم، مؤكدة أنها ستظل بصمة خزي ووصمة عار، ساخرة في الوقت نفسه من انتظار قوى الحرية والتغيير والاحزاب في السودان لدولة مدنية ديمراطية من قائد ميليشيا الدعم السريع.