الأخبار
توكل كرمان في مؤتمر الديمقراطية أولا: على أمريكا والغرب تصحيح سياستهما تجاه الأنظمة الاستبدادية
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تصحيح سياستهما تجاه الأنظمة الاستبدادية، خاصة في العالم العربي، حيث تتواطأ أحيانا مع الطغاة وتدعم المشروع الهدام الذي تقوده العواصم المضادة للحرية والديمقراطية، مثل السعودية والإمارات.
جاء ذلك خلال مشاركتها في مؤتمر صحفي بعنوان "الديمقراطية أولا في العالم العربي" إلى جانب الرئيس التونسي الاسبق، المنصف المرزوقي، في نادي الصحافة الوطني في العاصمة الامريكية واشنطن.
وأضافت كرمان: نحن نناضل في العالم العربي من أجل الديمقراطية، ولنا مطلق الحق للعيش بحرية مثل الأمريكيين والأوروبيين والعديد من شعوب العالم الذين يعيشون كمواطنين أحرار في ظل حكم ديمقراطي.
وتابعت كرمان: يجب ألا يشعر الطاغية ومنتهكو حقوق الإنسان بأنهم بعيدون عن المساءلة والعدالة الدولية، ما يجب أن تفعله واشنطن والغرب بشكل عام هو التوقف عن رعاية وتدليل الأنظمة الديكتاتورية.
وأردفت كرمان قائلة: لا أحد يدعو إلى التدخل الأمريكي أو الغربي، حيث أثبتت التجارب في العراق وأفغانستان أن التدخل المباشر يسبب كوارث لا حصر لها.
وأكدت كرمان أنه يجب على الولايات المتحدة والغرب إظهار قدر كبير من الحزم تجاه سياسة إيران الهدامة في المنطقة التي تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وسوريا والعراق، وهناك اعتقاد بأن الغرب قد يميل إلى التسامح مع سلوك إيران وجرائمها، ولذلك يجب الضغط من أجل إطلاق سراح عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين في دول الشرق الأوسط.
وأشارت كرمان إلى أنه سيكون من الضروري للولايات المتحدة والحكومات الديمقراطية بذل جهود مضاعفة بشأن ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وعدم السماح للديكتاتوريين باستغلالها كأداة ضد المعارضين السياسيين وضد الشعوب.
وقالت كرمان: نؤمن بأن الاستبداد هو أصل كل الشرور مثل الفساد السياسي والاقتصادي والتخلف الاجتماعي والإرهاب. وعندما تسود الحرية والديمقراطية والحقوق وسيادة القانون يختفي الإرهاب والعنف وتجف بيئته ومصادره.
وأضافت كرمان: نحن الشعوب العربية لن نستسلم ولن نوقف حلمنا ونضالنا وتضحياتنا من أجل الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، حتى ننجح ونحقق هذه القيم النبيلة.
وشددت كرمان على ضرورة أن تتوقف الحروب في اليمن وفي البلدان الأخرى وفي انحاء العالم، وأن يتوقف بيع الأسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان، وأن تنتهي العلاقات الخاصة مع الديكتاتوريات، ودعم واحترام الحركات الديمقراطية ورغبات شعبنا.
ولفتت كرمان إلى أن الحديث عن الديموقراطية في العالم العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا غالبا ما يكون سببا للأنظمة الديكتاتورية لتعبئة كل طاقاتها للحديث عن مؤامرة أمريكية وغربية لزعزعة استقرار الاوطان وتدميرها.
وأفادت كرمان أن الأنظمة الديكتاتورية لها علاقات وثيقة مع البلدان الديمقراطية مثل الولايات المتحدة والغرب، بينما تمارس انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، مستغلة هذه العلاقات وتتخذها ستارا لهذه الانتهاكات".
واعتبرت كرمان أنه من العار أن يستمر التحالف بين الدول الديمقراطية والأنظمة الديكتاتورية، ومن المعيب أن يستمر هذا التحالف في ضرب الديمقراطية.
وبينت كرمان أنه منذ عام 2011، حينما اندلعت ثورات الربيع العربي كانت هنالك معركة واضحة بين معسكر الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، ومعسكر الدول المضادة للديمقراطية بقيادة السعودية والإمارات، وإيران".
وقالت كرمان: السعودية والإمارات وإيران سعت ليلا ونهارا لإيقاف شعوب المنطقة من أن تصبح مجتمعات حرة وأن تنطلق نحو الديمقراطية، ومارست كل أنواع الجرائم ضد شعوبها، مثل الحروب والانقلابات العسكرية وانقلابات المليشيا، وإرهاب مواطنيها".
وأضافت كرمان: "تستخدم الديكتاتوريات في العالم العربي كل أدوات القمع ضد خصومها، وتصنف الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان على أنهم إرهابيون، مستغلة عدم وجود قضاء عادل ومستقل".
وأوضحت كرمان أنه يقبع اليوم آلاف النشطاء المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، المنتمين إلى حركات سياسية ودينية مختلفة، في السجون والمعتقلات العربية بتهمة دعم الإرهاب.
وشددت كرمان على وجوب أن تعلم الولايات المتحدة والدول الديمقراطية الغربية أن الأنظمة الاستبدادية تجسد جوهر الفساد وعدم الاستقرار، وعادة ما تؤدي الممارسات اللا إنسانية المستمرة إلى عدم الاستقرار والاضطراب الذي يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من حدود البلدان التي تعاني من هذه الأنظمة، وتشكل تهديدا للسلام العالمي.