الأخبار
توكل كرمان في فعالية عالمية: السعودية والارهاب وجهان لعملة واحدة
قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن السعودية والارهاب وجهان لعملة واحدة، مطالبة الدول الغربية بالتعامل مع المملكة كدولة مارقة لا كشريك أو حليف.
جاء ذلك في حديث لها خلال جلسة نقاشية عبر الفيديو حول فيلم "مملكة الصمت" بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال الاعلامي السعودي، جمال خاشقجي، نظمها معهد كوينسي لفكرة الدولة المسؤولة - افلام وثائقية شوتايم.
وأوضحت توكل كرمان أن السعودية أنتجت الإرهاب واحتضنته كفكر وغذته كممارسة، بتمويلها المعروف والخفي للجماعات الارهابية هنا وهناك من جهة ولممارستها ارهاب الدولة في قمع المعارضين وإخفائهم قسريا وقتلهم والتنكيل بهم من جهة أخرى، فضلا عن ممارستها كافة اشكال الارهاب بحق اليمنيين عبر قصفهم وتجويعهم واحتلال مدنهم وسواحلهم موانئهم وحصارهم والتنكيل بهم.
وأشارت كرمان إلى أن السعودية تستخدم كل ماتملكه من إمكانات ضخمة لمزاولة هذا التدمير باليمن الذي يمر بحالة ضعف مما كان يتعين على الدول الغربية أن تتعامل معها كدولة مارقة لا كشريك ولا كحليف كما تفعل الآن بطريقة تتنكر لكل القيم الليبرالية ومبادئ وقيم حقوق الإنسان التي يفترض أن هذه الدول راعية لها.
وذكّرت توكل كرمان بموقف الولايات المتحدة الاميركية من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي احيا اليمنيون ذكراها الثامنة والخمسين قبل ايام قليلة، مشيرة الى ان واشنطن اعترفت بالجمهورية بعد اشهر من قيامها الامر الذي يثير الانتباه كونه كان موقفا غير مألوفا في ظل العلاقات الحميمة بين الولايات المتحدة والسعودية التي قادت حينها حربا ضروسا ضد الجمهورية الوليدة.
وأضافت كرمان: تلك مفارقة بالنظر الى علاقات جعلت اميركا اليوم تقف بجانب السعودية في مواجهة ثورات الشعوب وانتفاضاتها وفي دعم التطرف والجماعات الجهادية في افغانستان كما لو هناك استثمار لمخزون التطرف السعودي على غرار المخزون النفطي.
واعتبرت أن احداث الحادي عشر من سبتمبر ليست إلا نتاجا لهذا النوع من العلاقات التي تتجاوز مسألة مشروعية الوسائل المستخدمة واخلاقياتها.
وتحدثت كرمان عن علاقات البلدين خلال رئاسة ترامب وانفراد الملك سلمان وولي عهده بالحكم الامر الذي جعل من تلك العلاقات مقايضات بين ولي عهد يسعى لشراء مقعده كملك من ترامب وبين رئيس يستخدم السعودية في حملته الانتخابية الرئاسية.
وقالت توكل كرمان إن الثورة المضادة التي تقودها السعودية والامارات جاءت بعد انهيار خط الدفاع الأول للاستبداد والتخلف في جمهوريات وراثية شكل سقوط ديكتاتورياتها المؤبدة اعلانا بميلاد عربي جديد سيفرض التغيير على الجميع
وأضافت كرمان: بدلا من البدء باصلاحات حقيقية في سياسات وتوجهات الملكية المتحجرة في السعودية اختاروا خوض الحرب ضد التغيير.
وتابعت كرمان: لقد فقدوا صوابهم وكثر اعداءهم بسبب سياساتهم الطائشة ، ولا اصدقاء لهم خارج صفقات السلاح التي حولوها الى رشوات عالمية.
وتساءلت كرمان قائلة: لماذا تكلف السعودية نفسها مشاق المضي في هذا الطريق الباهض الكلفة ؟!
وأجابت كرمان: الجواب واضح، لأنها ليست على استعداد للمراجعة والاصلاحات الداخلية.
وقالت كرمان: ألم يكن تاريخ السعودية تاريخ تحريم ومناهضة لكل جديد حتى في منتجات عصرية مثل الساعة والتلفزيون وكل جديد في التعليم والإعلام والحداثة والتقدم. ويذهبون اليوم لاستخدام كل ساحة منع أغلقوها بأقفالهم هم في دعاية جوفاء تظهرهم في موضع السخرية وهم يصارعون انفسهم وتاريخهم محاولين التبرأ منه ورميه فوق مشجب "الاخوان المسلمين".