الأخبار
توكل كرمان في مؤتمر دولي: التمييز بين الشعوب ادى الى حروب وصراعات مدمرة وممتدة
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن التمييز بين الشعوب ادى الى حروب وصراعات مدمرة وممتدة، داعية الى اتخاذ مواقف واضحة ضد الأنظمة والجماعات المنغلقة وضيقة الأفق التي تسعى الى الحيلولة دون أي تقارب بين الناس أو تعايش بينهم، وضد كل دعوة تمييزية او تقسيمية تهدف الى تحقيق مكاسب اقتصادية او سياسية.
جاء ذلك في كلمة لها خلال جلسة نقاش عبر الفيديو بعنوان "التغلب على الاستقطاب في الدول المتنوعة" في "مؤتمر التمكين العالمي" الذي نظمه مركز التنمية الدولية (CID) التابع لجامعة هارفارد.
وقالت توكل كرمان إن تمييز الناس وفق قاعدة "نحن وهم" هو ما أسهم في حدوث حروب مدمرة وصراعات ممتدة، مؤكدة على ان الشواهد على ذلك كثيرة رغم ما قد يعتقده البعض من أنها مجرد كلمات عادية.
وأفادت كرمان أن اذكاء الحروب والصراعات وحملات الكراهية يقف وراءها من يحتقرون التنوع الإنسان ويعدونه خطرا وجوديا لهم ولمعتقداتهم، والناس هي من تدفع ثمن ذلك كله.
وأشارت كرمان إلى أن "وجود جهتين متضادتين عادة لا يكون من منطلق حسن نية، وانما للأمر علاقة بوجود مصالح انانية سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، وسواء كان المستفيد فرد واحد أو جماعة أو حزب سياسي أو دولة.
وأضافت كرمان: الأمر كان ملتبس عليّ. ففي حين أن كثيرين كانوا يرون أنفسهم متمايزين بسبب الدين أو المنطقة أو الاتجاه السياسي، كنت أرى أن هذه التمايزات ليست سببا كافيا لحدوث مشكلة.
واعتبرت كرمان أن الاستبداد السياسي والديني وما لعبته الدول الأجنبية من دور غير بناء أسهم في إذكاء التمييز والتعصب، مؤكدة بأن الخلاف السني-الشيعي في المنطقة العربية برز عقب الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 وأن وتيرته تصاعدت بشكل ملحوظ بعد التدخل الإيراني في سوريا.
وقالت كرمان إن الاستبداد السياسي والديني ساهم في تعزيز تلك التناقضات والاختلافات وتخويف الناس من التغيير، سعياً من الحاكم للبقاء في الحكم والإستئثار بالثروات والموارد.
واستدركت بالقول إن الناس سيظلون مختلفين لأن الاختلاف قانون ثابت في الحياة، وبالتالي فان كان للتمايز ان يكون فليكن بين دعاة الحرية والديمقراطية ومناهضيها.
وفيما يتعلق بالشأن اليمني، قالت توكل كرمان إن الصراع الإيراني السعودي، واعتناق ميليشيا الحوثي لأفكار عنصرية تمنحهم الحق في الحكم بصورة حصرية أسهما بشكل كبير في ازدياد الانقسامات المجتمعية، فضلا عن الدور الذي لعبته الغمارات في تعزيز التناقضات المحلية وسياسات الكراهية بين اليمنيين، اعتقادا منها أن ذلك يحقق لها اطماعها في اليمن.