الأخبار
جائزة نوبل للسلام تُمنح لثلاث نساء
صحيفة لوفيغارو الفرنسية: الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف، وناشطتين في مجال حقوق الإنسان، وهما الليبيرية ليما غبوي واليمنية توكل كرمان، تمت مكافأتهن "لنضالهن ضد العنف من أجل سلامة المرأة ".
وكانت جائزة نوبل للسلام قد مُنحت مناصفة يوم الجمعة للمرة الأولى في تاريخها لثلاث نساء، امرأتين ليبيريتين، وهما الرئيسة إيلين جونسون سيرليف – والتي هي حاليا ضمن الحملة ـ والناشطة ليما غبوي. والثالثة هي الصحفية اليمنية توكل كرمان.
توكل كرمان أول امرأة عربية تحصل على الجائزة المرموقة، فقد كانت أول من تفاعلت مع الجائزة، وأهدتها على الفور لـ "الربيع العربي"، هذا الزخم من الثورة الشعبية التي أطاحت أو هزت العديد من الأنظمة الاستبدادية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط هذا العام.
لقد تم مكافئة الثلاث الفائزات بالجائزة "لنضالهن السلمي من أجل سلامة المرأة وحقوقهن بالمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام". أعلن عن ذلك في أسلو ثوربيورن جاغلاند رئيس لجنة نوبل النرويجية.
توكل كرمان، المرأة الصحفية، ورمز الربيع العربي
توكل كرمان تنحدر من قارة أخرى، الفائزة الثالثة بالجائزة، فقد لعبت أيضا "قبل وأثناء الربيع العربي" دور "القائد" في النضال من أجل حقوق المرأة والديمقراطية والسلام في اليمن، كما يقول ثوربورينا جاغلاند.
توكل كرمان صحفية ولدت في عام 1979، هذه الشابة هزيلة البنية تُعد الشخصية الرمزية للانتفاضة الشعبية ضد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في بلد محافظ لا تلعب فيه النساء دورًا قياديًا في السياسة.
لقد كانت واحدة من القادة الرئيسيين للتظاهرات الطلابية التي كانت سببا في انطلاق الانتفاضة في يناير، والتي أسفرت عن اعتقالها لفترة وجيزة.
حتى هذه اللحظة، حصلت 12 امرأة فقط على جائزة نوبل للسلام خلال 110 أعوام من تاريخها، وكانت الأخيرة هي عالمة البيئة الكينية وانغاري ماثاي التي توفيت للتو.
تم ترشيح 241 من الأفراد والمنظمات، كانوا قد تنافسوا هذا العام على جائزة نوبل للسلام، وهي الطبعة التي تم منح ممثلين عن "الربيع العربي" كأفضلية للفوز بالجائزة.
سيتم منح الجائزة في أوسلو في 10 ديسمبر في ذكرى وفاة مؤسسها، الصناعي وفاعل الخير السويدي ألفريد نوبل. وتتكون من ميدالية ودبلوم وشيك بمبلغ 10 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون يورو).
إلين جونسون سيرليف، أول رئيسة منتخبة في أفريقيا
إلين جونسون سيرليف ذات ال 72 عاما، أول امرأة يتم انتخابها بطريقة ديمقراطية لقيادة دولة أفريقية في عام 2005، وعملت في إعادة إعمار بلد مزقته الحرب الأهلية التي دامت 14 عامًا، والتي خلفت حوالي 250 ألف قتيل وخلفت اقتصادا منهكا. وقد حصلت على جائزة نوبل قبل أربعة أيام فقط من إجراء انتخابات رئاسية غير مؤكدة تسعى خلالها لولاية ثانية. "منذ تنصيبها في عام 2006 شاركت في إحلال السلام بليبيريا، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز مكانة المرأة" كما يؤكد ثوربيورن جاغلاند.
في البداية تم دعمها من قبل تشارلز تايلور الذي قاد تمرده ضد نظام صامويل دوي، وأصبحت فيما بعد المنافس له في ظل العنف الذي سيسمح لرئيس الحرب الذي أصبح رئيسا خلال الأعوام (1997-2003) ليتم محاكمته في لاهاي على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وما أن تولت منصبها رسميا حتى بدأت سيرليف التي لها أربعة أبناء وثمانية أحفاد عملية لاستمالة المؤسسات المالية الدولية التي تعرفها جيدا، فهي خبيرة اقتصاد خريجة جامعة هارفرد وعملت في الأمم المتحدة والبنك الدولي.
تولت وزارة المالية ما بين عام 1960 وعام 1980 وكان هدفها هو شطب ديون البلاد وجذب المستثمرين لإعادة بنائه الأمر الذي حققته جزئيا.
ولطالما كانت مكافحة الفساد وإدخال إصلاحات مؤسساتية عميقة في صلب برنامجها السياسي في أقدم جمهورية بأفريقيا جنوب الصحراء، والتي أسسها زنوج عادوا من الولايات المتحدة في عام 1822 بعد أن تم اعتقالهم.
هذا النضال الذي من خلاله لقبت بـ "السيدة الحديد" كلفها دخول السجن مرتين في ثمانينيات القرن الماضي أثناء عهد الرئيس سامويل دو.
إلا أن المهمة أمامها شاقة بسبب فضائح الفساد التي تنخر ليبيريا، يضاف إليها الانقسامات العميقة الموروثة عن الحرب الأهلية.
ليما غبوي "الإضراب عن الجنس" من أجل إنهاء الحرب
أصبح صعود إلين جونسون سيرليف إلى السلطة ممكناً بفضل العمل الميداني لليما غبوي، "محاربة من أجل السلام" والذي كان في الأصل عبارة عن عمل سلمي من خلال "الإضراب عن الجنس" وقد ساهمت في وضع حد للحرب الأهلية الثانية في ليبيريا عام 2003. أطلقت في عام 2002 مبادرتها الجديدة، وهي أن ترى النساء من جميع الطوائف الدينية يرفضن الرجال حتى تتوقف الأعمال العدائية، وهذا ما أجبر تشارلز تايلور، زعيم الحرب السابق والذي أصبح رئيسا، بالدخول معهن في مفاوضات سلام.
ضد شياطين الحرب، لجأت ليما غبوي أيضا إلى الصلاة، وحثت النساء على القيام بما تفعله، والصلاة من أجل السلام، وهو ما قمن به دون تمييز في الدين، وغالبا ما يرتدين ملابس بيضاء.
وقال ثوربيورن جاغلاند: "قامت ليما غبوي بتعبئة وتنظيم النساء وراء خطوط بتقسيمات عرقية ودينية لإنهاء حرب طويلة في ليبيريا، وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات".
لقراءة المادة في صحيفة لوفيغارو الفرنسية اضغط (هنــــــــــــا)