الأخبار
أمين عام جائزة نوبل للسلام: هذه أسباب منح توكل كرمان الجائزة
أكد الأمين العام لجائزة نوبل للسلام البروفيسور جير لوند شتاد استحقاق الناشطة توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام كأول امرأة عربية من خلال نشاطها الحقوقي، فهي ناشطة بارزة في الثورة اليمنية، مشيرا إلى أن الجائزة ستضيف لها الكثير.
وقال البروفيسور جير لوند شتاد في حوار مطول مع صحيفة "التحرير" المصرية نشرتها في عددها الصادر اليوم، إن توكل كرمان قامت بدور بارز من أجل ترسيخ قواعد الديمقراطية في اليمن، وعرف عن كرمان شجاعتها في مقاومة الفساد المالي والإداري، ومطالبتها الدؤوبة في الإصلاح السياسي وتجديد الخطاب الديني، كما أنها أول من رفعت صوتها عاليا منذ وقت مبكر ضد إسقاط النظام الاستبدادي للرئيس اليمني على عبد الله صالح في اليمن عام 2007.
وأضاف شتاد، أنا سعيد لأنني قابلت هذه السيدة على مدار ثلاثة أيام، تحدثت معها في موضوعات مختلفة، ولاحظت أنها سيدة حسنة التصرف والسلوك جمة الخلق ومرهفة الحس، وبالغة الاهتمام بالمرأة وقضاياها.
وقال شتاد، إن الناشطة توكل كرمان تعتبر من أصغر السيدات الحاصلات على جائزة نوبل للسلام عام 2011، وهي في سن 32 عاما، وهي المرأة العربية الأولى التي تحصل على جائزة نوبل، نظرا لجهودها في الثورة اليمنية وحقوق الإنسان والحريات العامة.
وحول سبب قلة عدد النساء الحاصلات على جائزة نوبل للسلام مقارنة بالرجال، قال البروفيسور جير لوند شتاد، إن السبب في ذلك عدم وجود شخصيات نسائية تستحق الجائزة من وجهة نظر لجنة التحكيم، أما الآن صرنا نمنحها للسيدات، فحصلت عليها (15) سيدة منذ إنشائها، منهن الإيرانية شرين عبادي ومؤخرا اليمنية توكل كرمان.
وأضاف، المدهش في الأمر أن الأكاديمية السويدية منحت جائزة نوبل للسلام لعام 2011، لثلاث نساء وهن داعية السلام الليبيرية ليما غبوي التي عبأت ونظمت النساء لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة في ليبيريا وضمان مشاركة المرأة في الانتخابات، والناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان التي أصبحت أول سيدة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام، والرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف وهي أول رئيسة منتخبة في إفريقيا، ومنذ وصولها إلى الرئاسة في عام 2006 أسهمت في إحلال السلام في ليبيريا، ودعم التطور الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز وضع النساء ومشاركتها في المجتمع.
وأكد أنهن نلن الجائزة نتيجة نضالهن السلمي من أجل سلامة النساء في دولهنَّ، وانخراط المرأة في الحياة العامة والمساهمة الفاعلة في بناء السلام، وإرساء قواعد الحرية والعدالة الاجتماعية.
وأشار البروفيسور جير لوند شتاد إلى أن الجائزة تحظى باهتمام بالغ وجدل كبير في مختلف الأوساط العالمية، وأنها ساعدت بعض المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين الذين ينتهجون سياسة اللاعنف في استقلال بلادهم على حد قول الفائزين بالجائزة، مشيراً إلى أنه ولجنة الجائزة ارتكبوا أخطاء فادحة عن غير عمد في حق شخصيات عالمية كانت تستحق الجائزة لكنهم لم يحصلوا عليها، وأن الجائزة أزعجت بعض حكومات الدول العظمى مثل أمريكا والصين وروسيا وغيرهم من الدول عندما مُنحت للمعارضين لتلك الحكومات.
وقال شتاد: إنه والعاملين معه في جائزة نوبل للسلام لا يخضعون لأية ضغوط مهما كانت، سواء من البرلمان النرويجي أو الحكومة السويدية أو أية جهة أخرى، فهدف الجائزة أولا وأخيرا نشر السلام العالمي، كما أوضح في وصيته ألفريد نوبل مبينا أننا نأمل أن تكون الجائزة عامل حماية لكثير من الذين يعملون من أجل السلام في ظل ظروف إنسانية صعبة.