قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن إعلان مجلس شباب الثورة السلمية رؤيته لمشروع دستور اليمن الجديد دلالة بالغة على أن الشباب اليمني ينظر إلى المستقبل غير عابئ بأصوات المتفجرات وآلات الموت والدمار.

وأضافت توكل كرمان في خطاب ألقته بمناسبة إشهار المسودة الأولية من مشروع دستور المجلس أن شباب الثورة وفي مقدمتهم مجلس شباب الثورة السلمية قاموا بخطوة جادة لصوغ أحلام الثورة من خلال إنجاز دستور يحقق طموحاتهم وتطلعاتهم في تحقيق دولة مدنية حديثة.

واعتبرت توكل كرمان أن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار يتأتى عبر إحالتها إلى تشريعات دستورية وقانونية وعبر لوائح واستحداثات مؤسساتية واسعة تجعل منها إنجازا على أرض الواقع وأكثر من أن تكون حبرا على ورق. 

وأشارت كرمان إلى أن مشروع مجلس شباب الثورة السلمية لدستور اليمن الجديد يأتي ضمن تصور متكامل للقوانين والتشريعات اللازمة لتأسيس بنية تشريعية متكاملة لضمان قيام الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة الكافلة للحريات والحقوق والضامنة للعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة.

ولفتت كرمان إلى مجموعة القوانين الأساسية التي يعكف مجلس شباب الثورة السلمية على وضع مقترحاته الخاصة بمسوداتها ليضعها بعد ذلك أمام المهتمين وأطراف العملية السياسية وأصحاب القرار، ومن هذه القوانين، قوانين مكافحة الفساد وضمان الشفافية والرشد والمساءلة في كافة المؤسسات العامة بما يكفل الملاحقة الفاعلة لكافة حالات الفساد خلال الفترة الماضية واسترداد ما ترتب عليها من استيلاء للمال العام وللممتلكات العامة، وبما يضمن عدم تكرارها ويتيح ويضمن المساءلة الفورية والفاعلة عن كل حالة فساد وإساءة استغلال للسلطة تتكرر مجددا في الحاضر والمستقبل، وقوانين ولوائح وإجراءات مؤسساتية تكفل شغل الوظيفة العامة على أساس الكفاءة والخبرة والنزاهة والفرص المتساوية بين المواطنين دون أي تمييز أو اعتبار لأية معايير أخرى غير الكفاءة والخبرة والنزاهة، وقوانين ولوائح وإجراءات مؤسساتية تكفل بناء جيش وطني قوي وموحد يحرس السيادة ويصون الشرعية الدستورية بناء على عقيدة وطنية حديثة تكفل أن لا يتم الزج به وتوريطه لخدمة الحاكم وعائلته وجماعته وحزبه ومنطقته وقبيلته ومذهبه.