الأخبار
توكل كرمان تلمح إلى أن الأنظمة العربية تقف وراء داعش وتنتقد المجتمع الدولي
في خطاب لها في يوم 18 نوفمبر عام 2015، تقول الحائزة على جائزة نوبل للسلام اليمنية توكل كرمان إن الهجمات في باريس وغيرها تمثل من يقوم بتمويلها وتنفيذها وهي الأنظمة الاستبدادية، والجهات الفاعلة الإقليمية والعالمية غير المشروعة.
كان هذا محور حديثها في المنتدى العالمي للديمقراطية لمجلس أوروبا في ستراسبورغ، ونشرتها صحيفة "لو ميمري" الفرنسية.
تضيف كرمان: "في سياق التدفق اليومي للاجئين، نحن نحمل المجتمع الدولي مسؤولية فشل تدخله في العراق وأفغانستان وعدم تدخله في سوريا".
مقتطفات من حديث توكل كرمان
توكل كرمان: في البداية، أود أن أعرب عن تعازينا لفرنسا، نيابة عن بلدنا وعن الشباب العربي المناضل والمسالم. أريد أن أؤكد أن هذه الجرائم لا تمثل الإسلام، ولا تمثل الأمة الإسلامية. فهي لا تمثل سوى مرتكبيها، أولئك الذين يمولونها وينفذونها – وهي الأنظمة الاستبدادية واللاعبون الإقليميون والعالميون غير الشرعيين الذين يستفيدون من مثل هذه الجرائم.
أدعوكم إلى دراسة ما يحدث في الشرق الأوسط بعمق. عندما تناقشون قضايا مثل الإرهاب، يجب أن تربطوا ذلك بالطغيان. فلكم أن تسألوا أنفسكم كيف نما "داعش"، وكيف ازدهر خلال عام، وأصبح قادراً على الضرب في باريس وأماكن أخرى. ولكم أن تبحثوا من الذي سيستفيد من [داعش]، ويصب كل ذلك في مصلحة من، ومن الذي يعاني من هذا أكثر من غيره. الجواب المؤكد هو أن الذين يستفيدون من هذا هم الطغاة وأنظمتهم الاستبدادية. والمتضرر الأكبر منه هم الشباب وثورات الربيع العربي، وأريد أن أؤكد من هذا المنبر في مجلس أوروبا أن الإسلام لا علاقة له بكل هذا الإرهاب. الإسلام دين سلام وتعايش، مثل جميع الأديان، والأمة الإسلامية هي أمة المحبة والتعاطف، مثلها مثل جميع الأمم. فالإرهاب ليس له دين ولا وطن.
مؤامرة ضد ثورات الربيع العربي
دعوني أذكركم بعام 2011، عندما قرر شباب الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية والفاسدة فقط من خلال النضال السلمي. وفي فترة عامين ... كانوا صادقين ... عودوا إلى عام 2011-2012. هل كان هناك هجوم إرهابي واحد؟ هل سمعتم من يتحدث عن تنظيم القاعدة، أو داعش، أو منظمات أخرى؟ لقد كانت الحركات المتطرفة والإرهابية صامتة تمامًا، لأن صوت السلام كان يتكلم بصوت أعلى.
في سياق هذا التدفق اليومي (للاجئين)، فإننا نحمل المجتمع الدولي المسؤولية عن فشل تدخله في العراق وأفغانستان. لقد فشل هذا التدخل في بناء الديمقراطية والسلام والتنمية المستدامة. لم يرتكز سوى على إسقاط القنابل، دون توفير برامج كافية لبناء السلام والديمقراطية والتنمية المستدامة. من ناحية أخرى، فإن المجتمع الدولي مسؤول عن عدم التدخل في سوريا. لقد ظل يتأمل وهو مكتوف الأيدي على عدوان بشار الأسد ونظامه، وكذلك إرهاب داعش ومنظماته الشقيقة.
أريد أن أؤكد أن تدفق اللاجئين لا يمكن الحد منه بإغلاق الحدود. ولا يمكن الحد منه باستخدام الأسلاك الشائكة بين الدول. ولا يمكن الحد منه من خلال هجمات كلاب الحراسة، كما رأينا ذلك في بعض البلدان. هذا ليس مفيدا، ويتعارض مع قيمنا الإنسانية والقيم التي تأسست عليها دول الاتحاد الأوروبي.
ابقوا الحدود مفتوحة. لا يجب معاقبة الشعب ثلاث مرات: أولاً، من خلال نظام استبدادي والذي يطمح إلى حكمه من خلال الاضطهاد والخوف والفساد والفشل. ومن خلال المنظمات الإرهابية، التي ترغب أيضًا في أن تحكمه من خلال القمع والخضوع والعنصرية، وأخيراً من خلال الدول التي تغلق الباب أمامهم، قائلة لهم: موتوا تحت حذاء الطاغية أو تحت حذاء الإرهابيين.
لقراءة المادة في صحيفة "لو ميمري" الفرنسية اضغط (هنـــــــا)