الأخبار
توكل كرمان في كلمة خلال مؤتمر عالمي حول الاعلام في قطر: الانتصار الزائف للثورات المضادة أنتج واقعا كارثيا في مجال حرية التعبير
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن الانتصار الزائف للثورات المضادة أنتج واقعا مؤسفا ومأساويا وكارثيا بما تعنيه الكلمة من معنى في مجال حرية التعبير.
وقالت توكل كرمان في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمعهد الدولي للصحافة الذي عقد اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة إن "جميع الصحف والقنوات بلا استثناء اغلقت باستثناء ما يمجد المليشيا والسلطة الانقلابية كما هو حاصل في مصر واليمن".
وأضافت كرمان إنه في ظل سيطرة قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وسيطرة الميليشيات الحوثية على مفاصل العاصمة اغلقت جميع القنوات والأصوات الحرة، وباتت في يد سلطة غاشمة مستبدة تسعى إلى تكريس وجودها في صورة ثورة مضادة تحاول إجهاد ثورة الشباب اليمني وكسر طموحه نحو الحرية والكرامة.
وتابعت كرمان "حجبت جميع المواقع حتى ان حق الحصول على المعلومات انتهى تماما وأي شخص يبحث عن معلومات مصيره السجن او القتل والنتكيل، وهناك تدهور مخيف في الحقوق والحريات وكانت اول ما استهدفت عقب الثورات المضادة هي القنوات والاذاعات والصحف والصحفيين"، مشيرة إلى أن عشرات الصحفيين قتلوا واعتقل واخفي قسريا المئات وآلاف الموظفين تم تسريحهم.
وأشارت كرمان إلى أن ما يسمى بالفلول وبقايا الانظمة السابقة أكثر المستفيدين من حرية التعبير التي نشأت عقب ثورات الربيع العربي واتخذوا منها وسيلة للانقضاض عليها، موضحة أن الثورات المضادة التي قادتها بقايا الأنظمة السابقة امتلكت وسائل إعلام مختلفة نظرا لامكاناتها المالية الكبيرة واستطاعت من خلالها اعادة إنتاج نفسها.
وأعربت كرمان عن أسفها لعدم امتلاك قوى الثورة الحقيقية الإمكانات التي تمكنها من الدفاع عن ثورتها.
واعتبرت كرمان أن حرية التعبير هي الغاية والوسيلة لكل من ينشد الديمقراطية والعدالة والحرية والكرامة وحكم القانون.
وقالت إن دولة الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق من دون حرية التعبير والكلمة، لافتة إلى أن الإعلام لعب يلعب دورا أساسيا في نقل الصوت والصورة وإرساء مجتمع المعرفة والحق في الوصول إلى المعلومة وتحقيق الحريات كافة.
وأضافت "الإعلام يبقى العمود الفقري في أي عملية تغيير وانعتاق من سلطة الاستبداد وإرساء قيم العدالة وحكم القانون".
وبينت أن حملة التغيير في دول العربي العربي الذين عرفوا ان البوابة لدولة العدالة والحريات هي حرية التعبير حين أداروا العملية الانتقالية لم يخونوا هذا المكتسب بل وضعوه حق متاحا للجميع.
وانتقدت كرمان دور وسائل الإعلام الدولية في تغطية ممارسات الثورة المضادة، متهمة غياها بالضعف وعدم الانصاف حيث تهول من جرائم تنظيم داعش والقاعدة اللذان يعتبران نتاج دولة الاستبداد بينما تقلل من حجم جرائم الأسد في سورية وغيره.
وقالت إن هناك عجز حقيقي في تغطية وسائل الاعلام الدولية لطموحات الشعوب نحو الحرية والعدالة والتغيير.