الأخبار
توكل كرمان تدعو في مؤتمر تحالف الفاو وحائزي نوبل إلى صوغ خارطة طريق تقضي على الفقر والجوع تنطلق من فض النزاعات
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أنه لا يمكن تحقيق السلام بدون أمن غذائي أو تحقيق أمن غذائي بدون سلام، داعية إلى صوغ خارطة طريق لفض النزاعات وعدم تكرارها تكفل تحسين معيشة المواطنين بعد فض النزاعات مباشرة.
جاء ذلك في كلمة لها خلال مؤتمر تحالف الفاو والحائزين على جائزة نوبل للسلام من أجل دعم الأمن الغذائي والسلام المنعقد حاليا في العاصمة الايطالية روما الذي تنظمه مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى خلال الفترة 9-13 مايو الجاري.
وقالت توكل كرمان إن الخارطة يجب ان تركز على تحقيق هدف أساسي مهم وهو أن الدولة هي من تحتكر امتلاك السلاح، وكفالة المشاركة للجماعات في الحياة العامة دون اقصاء وحرمان مع ضمان عدم استخدامها للعنف لتحقيق مطالبها.
وأضافت يجب ان يكون هناك عملية تحول اقتصادية متزامنة او متوازية مع عملية التحول السياسي تكفل التحسن الملحوظ لأغلبية المواطنين لاسيما الذين يعانون الجوع والفقر.
وتابعت يجب العمل على انجاز عدالة انتقالية ضمن خارطة الطريق تكفل العبور نحو المستقبل دون تكرار الصراع ودون حدوث عملية ثأر او انتقام عبر إنصاف الضحايا وتعويضهم ورعاية ضحايا الحروب، فضلا عن اتخاذ الاجراءات بعدم تكرار النزاع في المستقبل.
وأشارت إلى أن أهم الاجراءات في خارطة الطريق ألا يفلت مرتكي الجرائم ضد الانسانية من العقاب إذ لا سلام دون عدالة.
ولفتت إلى أنه بالامكان في تحالف الفاو والحائزين على جائزة نوبل للسلام من أجل دعم الأمن الغذائي والسلام العمل بصورة كبيرة في اتجاه صناعة سلام يتوازى مع مكافحة الفقر، موضحة أن ذلك يحتاج إلى جدية وشعوب المسؤولية.
وقالت هذا العمل المهم يحتاج إلى آليات عمل فعالة وتحتاج إلى التخطيط والمتابعة والتقييم وإجراء دراسات وأبحاث فيما له علاقة باسباب الصراع وأطرافه وسبل بناء السلام في تلك الدول.
وشددت على ضرورة التركيز على مكافحة الجوع والفقر في اليمن وسوريا وأفغانستان، فضلا عن الدول الفقيرة في أفريقيا.
واعتبرت كرمان أنه من العار أن يتم الحديث عن النهضة الحضارية في عالم اليوم ولا يزال هناك ملايين البشر الذين يعانون نقص الغذاء، مؤكدة أن هذه المعادلة الظالمة يجب أن تتوقف.
وأشارت إلى أنه في ظل العولم هناك مؤسسات وأفراد يراكمون ثروات هائلة وفي الجوار هناك جائعون ومعوزون كثر.
وقالت ما ينتظرنا جميعا هو كفاح انساني عظيم من أجل عولمة ايجابية منصفة يتقاسم خيراتها جميع سكان الارض لا عولمة سلبية ينال خياراتها بعض الناس بينما تذهب آثارها السلبية ومخاطرها إلى البعض الآخر.
وأكدت أن هذا الهدف بالامكان تحقيقه إذا توفرت الإرادة لدى الدول الغنية وإذا توفر الالتزام الانساني من الاغنياء الذين بامكانهم المساعدة في التخفيف من الفقر.
وأضافت بالامكان تخصيص نسبة من دخل الدول الغنية ورجال الاعمال للقضاء على الفقر والجوع وتوزيعها إلى جميع المحتاجين.
وتابعت القضاء على الجوع والفقر غاية انسانية نبيلة يتطلب تحقيقها التزام انساني واخلاقي حقيقي.
وأكدت أن للفقراء حق لازم على الاغنياء يجب ان يؤدونه إليهم، لافتة إلى أن ذلك ما تقتضيه العدالة والانصاف والانتماء للانسانية.
وقالت إن هناك من يتم مراكمة ثرواتهم وتخزينها بشكل مخزي ويفتقرون للانسانية متناسين ان العالم أصبح قرية صغيرة ما يمثل إدانة لهم إن لم يتصرفوا على نحو يعلي من القيم الانسانية.
وتساءلت كرمان كم دولة غنية تعهدت بتخصيص مبالغ لجهود مكافحة الفقر، وعندما حان الوفاء بالتزاماتها تنصلت أو جادت بأقل القليل او نست او تناست ما تعهدت به.
وبينت أن القضاء على الفقر والجوع يحتاج إلى قدر قليل من مالك تلك الدول والشركات، موضحة أنه لا يضاهي مبالغ التسليح التي تنفقها بعض الدول اليوم.
وقالت كرمان إننا إذ نكافح الفقر فنحن نكافح ينابيع الارهاب الذي ينتقي ضحاياه من وسط المجتمعات الفقيرة ويجند أتباعه من وسط المسحوقين.
وأضافت حيث هناك جائعين فهناك مصادر لا تنضب من موارد الارهاب كما أنه لا يمكن تحقيق السلام بدون أمن غذائي أو تحقيق أمن غذائي بدون سلام.
وشددت على ضرورة تبني خطط واستراتيجيات للقضاء على الفقر والجوع بحلول العام 2030، معتبرة أن ذلك يقتضي حشد الجهود ودعمها وإرادة سياسية حقيقية عالمية من المجتمع الدولي.
وقالت إنه لن يتحقق الامن الغذائي العالمي دون تخطيط صحيح واستراتيجية تصنع السلام في الدول التي تعاني من حروب أهلية، سلام مستدام يضمن عدم تكرارها في هذه المجتمعات التي يهددها خطر النزاعات.
ويعقد مؤتمر منظمة الاغذية والزراعة الاقليمي للشرق الادنى دورته الثالثة والثلاثين في العاصمة الايطالية روما خلال الفترة 9 -13 مايو الجاري تحت عنوان تعزيز الأمن الغذائي، النمو الازرق وتمكين المرأة وصغار المزارعين في اقليم الشرق الادنى وشمال افريقيا.
ويبحث المؤتمر قضايا مساهمة الثروة الحيوانية في تحقيق الامن الغذائي في الإقليم، مبادرة النمو الأزرق وتفعيلها في الإقليم، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة وصغار المزارعين في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا, كما سيطلع المجتمعون على التقدم الذي أحرزه المكتب الإقليمي في تنفيذ مقررات الدورة السابقة التي انعقدت في روما، ايطاليا، عام 2014، وستتم مناقشة المسائل المتعلّقة بالبرنامج والميزانية ، مع التركيز على الأنشطة ذات الأولوية في المنطقة، بما في ذلك المبادرات الاقليمية الثلاث حول ندرة المياه وبناء القدرة على الصمود من أجل تحسين الامن الغذائي والتغذية والزراعات الصغيرة، بالاضافة إلى سير عملية اللامركزية.