الأخبار
مؤسسة توكل كرمان الدولية تقيم احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى 54 لثورة سبتمبر
أقامت مؤسسة توكل كرمان الدولية في مدينة اسطنبول التركية، اليوم، احتفالية خاصة بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة الـ26 من سبتمبر 1962 المجيدة.
وفي الحفل الذي بدئ بالسلام الجمهوري وحضره جدير بالذكر أنه حضر الاحتفالية محافظ محافظة تعز علي المعمري، عضو مجلس النواب علي عشال، وقائد مجلس تنسيق المقاومة الشعبية حمود المخلافي وعدد من السياسيين اليمنيين والاتراك، وقف الحاضرون دقيقة لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء طيلة مراحل النضال إلى اليوم في معركة الشرف اليمني الواحدة والمتصلة.
وجرى خلال الحفل تقديم عرض تلفزيوني مراحل النضال اليمني وصولاً إلى ثورة الـ26 من سبتمبر 1962 وإعلان قيادة الجيش سقوط الملكية وقيام حكم الجمهورية.
كما جرى عرض مقطع صوتي قديم لشاعر الثورة السبتمبرية محمد محمود الزبيري، والذي تحدث فيه عن أن سبب قيام ثورة سبتمبر هي أن آل حميد الدين الذين كانوا يحكمون آنذاك يريدون امتلاك رقاب كل اليمنيين رغم أن الله خلقهم أحراراً وليسوا عبيداً لأحد، مشيراً إلى أن هذا هو معنى "الجمهورية".
وألقت مدير مؤسسة توكل كرمان الدولية مسك الجنيد خلال الاحتفالية كلمة هنأت فيها الشعب اليمني الصابر والمرابط في الداخل والمغترب والمهاجر والذي أجبرته ظروف الحرب على المغادرة، بحلول الذكرى 54 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
وقالت الجنيد "إنه لمن المؤلم على النفس ان تحمل عبارتي هذه أقسى ما يمكن ان تتحمله من تناقضات، ففي الحين الذي تعبر فيه فرحة الذكرى باللحظة التاريخية الفارقة التي استطاع فيها اباؤنا واجدادنا القضاء على أطغى وأفسد نظام شهدته البشرية في العصور الحديثة والذي امتهن الحياة الانسانية بكل مقدساتها ظلما واستعباداً وجهلاً وتخلفا ومرضا، في هذه الاثناء يعيش الوطن مرحلة حرجة أخرى وصراعاً مريراً من اجل الانعتاق الاكبر".
وأضافت الجنيد "وبينما تمر 54 عاما من الامل والانتظار لثمار كل تلك التضحيات نجد انفسنا في مواجهة أخرى مع الوحش بكل ما يملك من مخالب وانياب هي ذي مواجهة أخرى شرسة ووحش بنفس التركيب والملامح".
واستدركت الجنيد قائلة "ولكن ما يدعوني للطمأنينة أن كل مؤشرات ودلائل العقل والمنطق والتاريخ والتجارب الانسانية تقول اننا سننتصر فيها، وستأتي 54 عاما أخرى ربما في مكان ما في هذا العالم تحت بقعة كبيرة من الضوء والحرية فتحتفل ارواحنا مع جيل آخر يشبه أحلامنا ويقدر كل تلك التضيحات، جيل قلوبه أكثر تعافياً وأيامه تفيض بالحب والسلام والنماء".
وعبرت الجنيد عن شكرها "لكل اولئك الذين كسروا حاجز الصمت والرهبة والخوف قبل 54 عاماً في مواجهة وحش الأب وشكراً لكم انتم ابناء هذا الجيل في كل مكان من رفض ان يخشع للوحش الابن في كل مكان في ارجاء اليمن بالرغم من كل هذه الاشلاء والدماء".
وقالت "شكراً اولئك الذين سيأتون من خلفنا كي يحققوا احلامنا ويعيشوا تفاصيل حياتهم بكل حرية واناقة انسانية دون وحش آخر، وسيعوضون كل ما لم نستطع ان نعيشه".
من جهته ألقى كلمة المستشار في السفارة اليمنية في تركيا طلال جامل كلمة عن السفارة، أكد فيها ان 26 سبتمر 1962 كان اليوم الذي أعلن فيه عن شعب كبير موحد الاوصال ومتحد الغايات، لافتاً إلى محطات كثيرة حاولت الانحراف بتطلعات الشعب اليمني وتحقيق أهدافه لبناء دولة مدنية.
وقال جامل "قبل سبتمبر كانت الامامة قد انهكت جسد الشعب وفرضت نفسها وصية عليه، وجردته وجزأته من حقه في حكم نفسه، وقذفت به بعيداً عن حركة التاريخ وجعلته يعيش عزلته عن محيطه الاقليمي والدولي، فجاء سبتمبر ليفتح باب التعارف والتعاون والتواصل مع العالم الخارجي".
وأضاف "قيم سبتمبر للحرية والتخلص من براثن الاستبداد والتبعية واوهام الطوائف والجهويات والمناطقية وغيرها من المسميات التي تفت من عضد الدولة الحديثة وتفت من هذا المجتمع وتحاول اجهاضه، مازال اليمنيون إلى هذا اليوم يناضلون بكل ما أوتوا من قوة وبأس للحفاظ على تلك المبادئ السياسية والسامية".
وأوضح جامل أن "حرية المواطن وسيادة الشعب" هي مطالب سبتمبر الكبرى والتي ناضل من أجلها الاحرار حتى صارت واقعاً مع بزوغ شمس هذا اليوم العظيم.
وقال جامل "ونحن اليوم نسير على خطاهم في تحقيق اهداف الثورة السبتمبرية الكبرى".
وحيا جامل المرابطين اليوم في الجبهات لمواصلة ما حققه أباؤهم واجدادهم في ثورة سبتمبر.
إلى ذلك، عبر رئيس الجالية اليمنية في تركيا الدكتور محمد الحميقاني في كلمته عن شكره وتقديره لمؤسسة توكل كرمان الدولية، في احياء مناسبة الذكرى الـ54 لثورة سبتمبر المجيدة.
وقال الحميقاني "يجب علينا أن نحتفل وأن نري الجميع بان سبتمبر ستظل حية وان ثورة فبراير ما هي إلا امتداد لتلك الثورة، سنستمر حتى نقضي على الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، سنستمر حتى نرى جيشاً وطنياً يمثل أبناء اليمن جميعاً".
وأضاف الحميقاني "ونحن نعيش لحظات يغني عنها مانراه في اليمن من أن نذكر مساوئ ما كان قبل الثورة، ما نعيشه اليوم من لحظات يغني عن تأليف أي كتاب، رأينا الآثار وكأن القدر يريد أن يرينا ما كان يعيشه أباؤنا من ظلم ومن تدمير لكل شيء جميل".
وأشار الحميقاني إلى أن "أبناء اليمن في الداخل والخارج في محطة انتظار ينظرون إلى أولئك الابطال الذين يسيرون على نهج سبتمبر وهم يعبدون الطريق لأن يمضوا نحو المستقبل وهم يرتبون أنفسهم بالعلم وبالعمل على دعم اولئك بما يستطيعون سواء بالكلمة أو الدعاء ويسعون في نفس اللحظة وعيونهم على يمن المستقبل الذي يرون أنهم يستحقون العيش فيه".
من جانبه، قال رئيس اتحاد طلاب اليمن في تركيا محمد القباطي إن اليمن اليوم وبعد 54 عاماً من ثورة سبتمبر، تمر بظروف صعبة بظروف لم تمر بها خلال المائة السنة الماضية، موضحاً أن الظروف الاقتصادية منهارة جداً، والمدن محاصرة، والسيادة منتهكة، وأن البلاد على شفا الهاوية.
وأشار القباطي إلى أن الذي "جعل من يعبث بمستقبل وحاضر البلاد اليوم هو أنه لم يتم ترسيخ قيم ومبادئ هذه الثورة عميقاً في المجتمع اليمني، ولم يتم جعلهم يعيشونها واقعاً، وانما في الصحف.
وقال القباطي "ثورة سبتمبر كان لها ستة أهداف لم نر لها على أرض الواقع سوى شيئين؛ نصب تذكاري مودجود في ميدان السبعين وجريدة سميت زوراً بـ26 سبتمبر، وليس لها أي علاقة بهذه الثورة وأهدافها ومبادئها".
وأضاف القباطي "وهنا الحقيقة نود الاشارة الى اننا إن كنا سنلوم أحد على أن الشعب لم يكن لديه الوعي الكافي لحماية ثورته وأن تغتصب مرة أخرى، فإننا نلوم النخبة خلال الستين السنة الماضي بأنها لم تقوم بواجبها كما ينبغي في حماية هذه الثورة".
وتابع القباطي "بسبب أن الثورة لم تحقق أهدافها فقد كان امتداداً طبيعياً أن يأتي 11 فبراير ويحاول أن يعيد هذه الثورة إلى مسارها الطبيعي، وانا ارى أن الواقع يهمس همساً أننا نحتاج إلى ثورة أخرى".
وأشار القباطي إلى أن أهم أولويات اتحاد الطلاب اليمنيين في الجمهورية التركية يتمثل في تكريس وترسيخ قيم ثورة 26 سبتمبر والحرية والعدالة والمساوة.
وعبر القباطي عن شكره مؤسسة توكل كرمان الدولية لتنظيم هذه الاحتفائية والتي تمثل تكريسا لمبادئ الثورة وتعطي رسالة بأن الجميع ماضون على عهد ثوار 26 سبتمبر.
وخلال الحفل قدم عضو مجلس النواب شوقي القاضي والكاتب عصام القيسي، والسياسي ياسين التميمي، والاعلامية آسيا ثابت، إضاءات على الثورة اليمنية 26 سبتمبر، أجابوا خلالها على تساؤلات؛ لم الثورة، ولماذا كانت ثورة 26 سبتمبر متفردة، ومن هم الضباط الاحرار، كما تحدثوا عن دور المرأة في ثورة سبتمبر.
كما جرى خلال الحفل تقديم مقطوعة موسيقية أداها الفنان عمر سيف القباطي، وأغنية لاتبتعد كلمات الشاعر عامر السعيدي غناء الإعلامية والفنانة اليمنية سهى المصري.
واختتمت الاحتفالية بأغنية "دمت ياسبتمبر التحرير" أدتها الفنانة اليمنية سهى المصري.