انتقدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان المبادرة التي تقدم بها مبعوث الامين العام للامم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد لحل الأزمة في اليمن، واعتبرت أنها تضحي بالعدالة وتتصادم مع ميثاق الامم المتحدة.

وقالت توكل كرمان في رسالة نشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" موجهة إلى المبعوث الاممي ولد الشيخ: "يقال ان مبادرتكم تضحي بالعدالة وتتجاوز عن مرتكبي المجازر وتمنح القتلة والمجرمين الحصانة من المساءلة".

وأشارت كرمان إلى أن المبادرة على هذا النحو تتصادم مع ميثاق المنظمة الاممية التي تمثلها ومع العهدين الدولين الخاصين بالحقوق المدنية والسياسية، ومع كافة المواثيق والعهود الدولية التي تقطع بأن الجرائم ضد الانسانية لاتسقط بالتقادم وان منتهكيها يجب ان لايفلتوا من الملاحقة والعقاب.

وأكدت كرمان أن "مثل هذه المبادرة ستكون محل استهجان حقوقي واسع، محلي واممي، وسينظر إليها بإعتبارها سابقة خطيرة ووصمة خزي في جبين المنظمة الاممية، التي نحرص على سمعتها وان لايفقد الناس الثقة بها".

وقالت كرمان "مثل هذه المبادرة ستكفل تكرار الجرائم وستفتح شهية القتلة لارتكاب المزيد من الجرائم بصورة اشد في المستقبل القريب والقريب جداً ، ما دام وقد وجدوا ان ارتكابها مأمون العواقب، وإن لاتبعات ، وسيجري توصيفهم باطراف سياسية ودعات حوار وصناع سلام عوضاً عن محاكمتهم كمرتكبي مجازر ضد الانسانية".

وشددت كرمان أن "العدالة طريق الى السلام، ومن يضحي بالعدالة بدعوى الحرص على تحقيق السلام يفقدهما معاً".

وجددت كرمان التأكيد على أن "لاسلام دون عدالة"، لافتة إلى أن "كل التجارب تؤكد هذا المعني، كل المواثيق والعهود الانسانية تشدد عليه". 

وأعربت كرمان عن ثقتها في أن ولد الشيخ سيمثل "لسان المظلومين وصوت الضمير الانساني المنحاز للضحايا لا القتلة والمجرمين".