الأخبار
سياسيون وحائزون على نوبل يوجهون رسالة مفتوحة إلى مجلس الأمن لإنهاء ازمة الروهينغيا
وجه سياسيون وحائزون على نوبل للسلام بينهم الناشطة توكل كرمان رسالة مفتوحة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن طالبوا فيها بإهاء أزمة الروهينغيا الانسانية، فيما يلي نصها
السيد الرئيس.. السادة الأعزاء أعضاء مجلس الأمنلا يخفى عليكم أن مأساة إنسانية ترقى إلى حد التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية تجري في ميانمار.
على مدى الشهرين الماضيين، أدت عملية عسكرية نفذها جيش ميانمار في ولاية راخين الى مقتل المئات من الروهينغيا، ونزح أكثر من 30،000 شخص، وتم احراق منازل واغتصاب نساء واعتقالات تعسفية بحق كثير من المدنيين وقتل للأطفال. الاهم من ذلك، تم منع وصول منظمات الإغاثة الإنسانية بشكل تام تقريبا، وخلقت أزمة إنسانية مروعة في منطقة هي في الأساس معدمة للغاية. وقد فر الآلاف إلى بنغلاديش المجاورة، فقط ليتم إعادتهم من حيث اتوا. وحذر بعض الخبراء الدوليين من احتمال وقوع إبادة الجماعية، حيث وأنها تحمل كل السمات المميزة لمآسي الماضي القريب- في رواندا ودارفور والبوسنة وكوسوفو.
وقد اتهم رئيس مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين(UNHCR) في بنجلادش جون مايكيسيك حكومة ميانمار بالتطهير العرقي. كما أدان مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في ميانمار يانغي لي تقييد الوصول إلى ولاية راخين معتبرا اياه بـ"غير مقبول".
الروهينغيا هي من بين الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم، حيث تعرضوا على مدى عقود لحملة من التهميش ونزع الانسانية. في العام 1982، تم مصادرة حقهم في المواطنة وأحيلوا الى عديمي الجنسية على الرغم من عيشهم على تلك الأرض على مدى أجيال. لقد تحملوا قيود شديدة فرضت على حركتهم وزواجهم وتعليمهم وحريتهم الدينية. وعلى الرغم من ادعاءات الحكومة والجيش والكثير في المجتمع من انهم في الواقع مهاجرين بنغال غير شرعيين كانوا قد عبروا الحدود الى ميانمار، إلا أن بنغلاديش لا تعترف بهم أيضا.
تعاظمت محنتهم بشكل دراماتيكي عام 2012 حينما ادى اندلاع موجات عنف حاده الى تشريد مئات الآلاف والى فصل عنصري جديد بين مسلمي روهينغيا وجيرانهم البوذيين في ولاية راخين، ومنذ ذلك الحين وهم في ظل ظروف وخيمة أكثر من أي وقت مضى.
وقد اندلعت هذه الأزمة الأخيرة جراء هجوم على مراكز لشرطة ميانمار على الحدود في 9 أكتوبر أدت الى مقتل تسعة من رجال الشرطة، ولم تتضح بعد الحقيقة حول من نفذ الهجوم وكيف ولماذا، لكن جيش ميانمار يتهم مجموعة من الروهينغيا. حتى إذا كان ذلك صحيحا، فان رد الجيش مبالغ فيها بشكل كبير، اذ ليس أمامه سوى اعتقال المشتبه بهم واستجوابهم وتقديمهم للمحاكمة، وهذا الأمر مختلف كليا عن إطلاق طائرات هليكوبتر على آلاف من المدنيين العاديين واغتصاب النساء ورمي الأطفال في النار.
ووفقا لأحد الروهينغيا الذين قابلتهم منظمة العفو الدولية فقد "أطلقوا النار على الناس الذين يفرون وحاصروا القرية وشرعوا في التنقل من منزل إلى آخر، ويسيئون لفظيا للناس ويهددون باغتصاب النساء."
ووصفت شاهدة أخرى كيف تم اعتقال ابنيها تعسفا: "كان الصباح باكرا حين حاصر الجيش منزلنا ودخل بعضهم المنزل وأجبروني واطفالي على مغادرة المنزل، وشدوا وثاق ابني ووضعوا يديهما الى الخلف وضربوهما ضربا شديدا، وكان الجنود يركلونهما بالصدر، لقد رأيت ذلك بأم عيني، وكنت أبكي بأعلى صوتي حتى أشهر الجند السلاح بوجهي فيما أطفالي يتوسلون لهم بعدم ضربهم. استمر الضرب حوالي نصف ساعة قبل ان يتم اقتيادهما." ومن حينها لم تر الأم طفليها.
على الرغم من النداءات المتكررة لداو أونغ سان سو كيي، فإننا نحس بخيبة أمل من أنها لم تتخذ أي مبادرة لضمان حقوق المواطنة الكاملة والمتساوية للروهينغيا. وسو تشي هي الزعيمة وهي من تتحمل المسؤولية الأولى في أن تقود بشجاعة وإنسانية ورحمة."
إننا نحث الأمم المتحدة إلى بذل ما أمكن من جهد لجعل حكومة ميانمار ترفع كل القيود عن المساعدات الإنسانية حتى يتسنى للناس الحصول على المساعدة في حالات الطوارئ، والسماح بدخول الصحفيين ومراقبي حقوق الإنسان، وإجراء تحقيق دولي مستقل للوقوف على حقيقة الوضع الحالي.
وعلاوة على ذلك، فإننا نحث أعضاء مجلس الأمن على إدراج هذه الأزمة وبصورة عاجلة على جدول أعمال المجلس، وندعو الأمين العام الى جعل زيارة ميانمار أولوية له في الأسابيع المقبلة. اذا كان الأمين العام الحالي قادرا على القيام بهذه الزيارة، فإننا نحثه على ذلك، واذا لم يك كذلك، فإننا نشجع الأمين العام الجديد لجعلها أولى مهامه بعد توليه المنصب في يناير/ كانون الثاني.
آن للمجتمع الدولي بمجمله أن يعبر عن موقفه بمزيد من الحزم. عقب رواندا، قال زعماء العالم: "لن تتكرر أبدا". إذا ما فشلنا في اتخاذ الإجراءات اللازمة، فان الناس إذا لم موتوا بالرصاص فقد يموتون جوعا. ونحن قد ينتهي بنا المطاف متفرجين على جرائم ضد الإنسانية ستقودنا مرة أخرى الى فرك أيدينا متأخرين والقول "لن تتكرر ابدا"، وهكذا في كل مرة.
خالص التحية،
البروفيسور محمد يونس – الحائز على نوبل للسلام عام 2006
خوسيه راموس هورتا – الحائز على نوبل للسلام عام 1996
مايريد ماغواير - الحائزة على نوبل للسلام عام 1976
بيتي وليامز - الحائزة على نوبل للسلام عام 1976
رئيس الأساقفة ديزموند توتو - الحائزة على نوبل للسلام عام 1984
أوسكار أرياس - الحائزة على نوبل للسلام عام 1987
جودي وليامز - الحائزة على نوبل للسلام عام 1997
شيرين عبادي - الحائزة على نوبل للسلام عام 2003
توكل كرمان - الحائزة على نوبل للسلام عام 2011
ليما غبوي - الحائزة على نوبل للسلام عام 2011
ملالا يوسفزاي - الحائزة على نوبل للسلام عام 2014
سير ريتشارد جي. روبرتس – الحائز على نوبل في الطب عام 1993
اليزابيث بلاكبيرن - الحائزة على نوبل في الطب عام 2009
إيما بونينو – وزيرة خارجية إيطاليا سابقا
أريانا هافينجتون – مؤسس ورئيس تحرير هافينجتون بوست
السير ريتشارد برانسون – رائد اعمال بريطاني
بأول بولمان – رائد أعمال
مو إبراهيم – رائد أعمال ومن مؤيدي أهداف التنمية المستدامة
ريتشارد كورتيس - مخرج أفلام بريطاني
آلاء مرابط – صوت المرأة الليبية ومن مؤيدي أهداف التنمية المستدامة
يوخن تسايتس – رائد أعمال
كيري كينيدي – ناشط حقوق انسان
رومانو برودي – رئيس وزراء إيطاليا الأسبق