الأخبار
توكل كرمان في كلمة أمام جامعة أكسفورد البريطانية: الربيع العربي خصم استراتيجي للارهاب
أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن عجلة التغيير في بلدان الربيع العربي بدأت ولن تقف قبل أن تطوي عالماً كاملاً من الطغيان والقمع والأجهزة والسجون والقهر والاضطهاد والإستعلاء والتمايز والفساد، نافية أن يكون الارهاب جزء من الربيع العربي، مؤكدة في الوقت نفسه أن الربيع خصم استراتيجي للارهاب.
وقالت توكل كرمان في كلمة لها في جامعة أكسفورد البريطانية، إن "الإرهاب ليس جزء من الربيع ولا من قوى الربيع ولا من فكر الربيع".
وأضافت كرمان إن "الربيع خصم استراتجي للإرهاب فكراً وسلوكاً وغاية واهداف"، مشيرة إلى أن تلك "حقيقة لاتحتاج الى اثبات".
وتابعت كرمان "قولوا قمع الربيع وخذلان ثورات الربيع والتآمر عليها بالإنقلابات والثورات المضادة، ودعم الدكتاتورية وإمدادها بإمكانات القمع والتنكيل، هذا هو السبب الوحيد والكافي لتفسير ظاهرة داعش".
ولفتت كرمان إلى أن المتآمرون مع الانقلاب والثورات المضادة "استبدلوا ربيعنا ومشروعنا وحلمنا المدني بكهنوت الملالي القادم من طهران والمسنود بقيصر روسي مسكون بهوس الإمبراطورية والسيطرة على العالم".
وأشارت كرمان إلى أنه "ليس هناك خدمة جليلة يمكن ان تقدمها هذه الحكومات للإرهاب مثل مساندة الإستبداد، والسماح بإغلاق سبل ومنافذ التغيير السلمي، ومثل الكف عن مساندة الأفكار المعتدلة من الأفراد والجماعات الدينية ووضع الجميع في سلة واحدة".
واعتبرت كرمان أن مقولة "الإرهاب الإسلامي" التي يطلقها الرئيس الاميركي دونالد ترامب وفريقه، والإجراءات العنصرية التمييزية بحق المسلمين، تعد "مكافأة عظيمة لم تكن تحلم بها داعش ولم تخطر على بال أي إرهابي"، لافتة إلى أن العبارة "أحالت دين بكامله إرهابي ووصمت أمة فاقت المليار والنصف بالإرهاب"، واصفة ذلك بأنه "تحريض مكثف ضد ملايين المسلمين من المواطنين الأميركيين وليس فقط ضد مليار ونصف مسلم يتوزعون على قارات العالم".
وقالت كرمان إن خطاب التعصب والعنصرية والكراهية تجاه المسلمين يقدم خدمة جليلة للإرهاب ويكرس ويؤكد مقولتهم وهم يتهمون الغرب بالعداء للإسلام كدين وللمسلين كأمة، مشيرة إلى أن نتيجة ذلك هي أن "الطريق سالكة أمام الجماعات الإرهابية والباب مفتوح على مصراعيه لداعش وأخواتها حتى يبدو الأفق أمامها ممتد بلا حدود، ويضيق الدرب وتستد النوافذ والأبواب أمام قوى الاعتدال".
وأكدت كرمان أنه لا مفر أمام النشطاء العالميين والنخب والمفكرين والساسة والإعلاميين من إعادة الكفاح من أجل الحقوق المدنية لإسقاط الإرهاب، ومعه خطاب الكراهية والبرامج العدوانية الطافحة بالعنصرية والتعصب.
وقالت كرمان "علينا جميعا خوض هذه المعركة معهم في إطار كفاح عالمي ينتصر للتعايش والمحبة والسلام ويقطع الطريق أمام أي صراع بين المسلمين والغرب لأسباب دينية على النحو الذي تكرسه إدارة ترامب".