الأنشطة
جددت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان دعمها الثابت لأوكرانيا الذي اعتبرته التزام بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان الأساسية لكل فرد والتي يستحقها كل فرد، وحقه في العيش في بلد يتمتع بالسيادة الكاملة وليس فيه أي نوع من المساومات أو الغزو والتدخل من الخارج.
جاء ذلك في كلمة لها بمؤتمر "شبه جزيرة القرم الدولية.. فهم اوكرانيا من خلال الجنوب" الذي عقد في العاصمة الاوكرانية كييف
وقالت توكل كرمان إن التضحيات التي قدمها الشعب الأوكراني في مواجهة الحرب والغزو هي شهادة على التزامه الثابت بالدفاع عن سيادة أمته وعن رؤيته لغاياته الديمقراطية ووحدة أوكرانيا.
وأضافت كرمان: في عالمنا المترابط، لا يقتصر النضال في سبيل الحرية على أوكرانيا وحدها، بل يتطلب الأمر إدراك السياق الأوسع الذي يلتقي فيه تطلع أوكرانيا للحرية والسيادة مع تجارب الدول الأخرى، وبالأخص تلك الموجودة في بلدان الربيع العربي.
وأشارت كرمان إلى أن صمت العالم إزاء انتهاكات بوتين في سوريا جعلته يعتقد أنه موافقة على جرائمه هناك. ولاحقاً، ظن أن غزوه لأوكرانيا سيمر دون أدنى تساؤل، ودون أي مشاكل، ودون أي اعتراض أو مساءلة. ولهذا السبب شن الحرب في أوكرانيا وقام بغزو أوكرانيا.
ولفتت كرمان إلى أنه في حين يناضل الشعب الأوكراني ويضحي من أجل حريته وكرامته، هناك آخرون في هذا العالم يضحون ويكافحون من أجل حريتهم وكرامتهم أمام القمع الروسي، مثل الشعب السوري. وبالتالي نحن معكم نشارككم المعركة ذاتها، ونشاطركم ذات الحلم وذات النصر.
وشددت كرمان على الحاجة إلى وضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم الدولية وعلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، مؤكدة على وجوب أن يمثل مرتكبو جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبوتين على رأسهم.
وفيما يلي نص الكلمة:
الأخوات والإخوة الأعزاء في أوكرانيا،
السلام عليكم جميعا،
أنا سعيدة جدًا بدعوتي من قبل أختي، ولكساندرا ماتفيتشوك، لحضور هذا المؤتمر المهم للغاية الذي ينظمه مركز الحريات المدنية، في عاصمتكم كييف، في أوكرانيا، المدينة التي شهدت صمود وتصميم الشعب الأوكراني في وجه الحرب والاحتلال.
أراني وأجدني حقًا أشارككم معركتكم من أجل الحرية، ومن أجل سيادتكم، ومن أجل العدالة، ليس فقط لأجل الشعب الأوكراني، ولكن من أجل جميع الناس في أنحاء العالم. لذا أشكركم مرة أخرى، وأتمنى لكم ولمؤتمركم كل النجاح.
أيها الأخوات والإخوة الأعزاء،
إنه لشرف وميزة لي أن أعبر عن دعمي الثابت لأوكرانيا، الدولة التي أظهرت للعالم المعنى الحقيقي للشجاعة والوحدة والسعي وراء الحرية. إن دعمي لأوكرانيا والشعب الأوكراني ليس مجرد بادرة تضامن، بل التزام بالمبادئ التي ينبغي أن تربطنا جميعا كبشر. إنه التزام بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان الأساسية لكل فرد والتي يستحقها كل فرد. هذه حقوق الإنسان التي بدأت بالحرية والعدالة وحقه في العيش في بلد يتمتع بالسيادة الكاملة وليس فيه أي نوع من المساومات أو الغزو والتدخل من الخارج.
إنني أحيي صمود أوكرانيا، ذاك الصمود الذي يتجسد في شعبها وهو يواجه الشدائد بقوة وشجاعة لا تخطئهما العين. إن التضحيات التي قدمها الشعب الأوكراني في مواجهة الحرب والغزو هي شهادة على التزامه الثابت بالدفاع عن سيادة أمته وعن رؤيته لغاياته الديمقراطية ووحدة أوكرانيا. في عالمنا المترابط، لا يقتصر النضال في سبيل الحرية على أوكرانيا وحدها، بل يتطلب الأمر إدراك السياق الأوسع الذي يلتقي فيه تطلع أوكرانيا للحرية والسيادة مع تجارب الدول الأخرى، وبالأخص تلك الموجودة في بلدان الربيع العربي.
على أولئك الذين يجدون أنفسهم مصدومين من تصرفات بوتين والحكومة الروسية إزاء أوكرانيا أن يربعوا على أنفسهم، فمنذ عام 2015 وبوتين متورط في قتل وتهجير الملايين في سوريا ممن يناضلون من أجل حريتهم وكرامتهم ضد دكتاتور متوحش، هو بشار الأسد، والآن أيضًا ضد غزو ووحشية روسيا. لقد تسبب بوتين وحكومته وجيشه بمعاناة إنسانية كبيرة وموجة نزوح ودمار واسع في سوريا، حيث ارتكبت القوات الروسية الكثير من جرائم الحرب والانتهاكات بحق السوريين الأبرياء.
إن صمت العالم إزاء انتهاكات بوتين في سوريا جعلته يعتقد أنه موافقة على جرائمه هناك. ولاحقاً، ظن بوتين أن غزوه لأوكرانيا سيمر دون أدنى تساؤل، ودون أي مشاكل، ودون أي اعتراض أو مساءلة. ولهذا السبب شن الحرب في أوكرانيا وقام بغزو أوكرانيا. في حين يناضل الشعب الأوكراني ويضحي من أجل حريته وكرامته، هناك آخرون في هذا العالم يضحون ويكافحون من أجل حريتهم وكرامتهم أمام القمع الروسي، مثل الشعب السوري. وبالتالي نحن معكم نشارككم المعركة ذاتها، ونشاطركم ذات الحلم وذات النصر.
حينما نناقش الحرب في أوكرانيا وكذلك الحرية من أجل أوكرانيا، فمن الضرورة بمكان معالجة قضية هامة للغاية، ألا وهي الحاجة إلى وضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم الدولية وعلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. يجب أن يواجه بوتين العدالة، ويخضع للمساءلة. يجب أن يمثل مرتكبو جرائم الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وبوتين على رأسهم.
الأخوات والإخوة الأعزاء،
إن إنهاء احتلال شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي الأوكرانية لا يقتصر على استعادة السلامة الإقليمية لأوكرانيا فحسب، بل هو خطوة حاسمة لتحقيق العدالة والمساءلة. إنه تذكير بأن انتهاكات القانون الدولي وانتهاكات حقوق الإنسان لا ينبغي أن تمر دون عقاب.
وأخيراً، أجدد شكري لكم جميعاً أيها الشعب الأوكراني على جهودكم الكبيرة وعلى معركتكم العظيمة والنبيلة في سبيل حريتكم، وصدقوني أنكم في الخط الأمامي من المعركة التي ستحرر العالم كله من الطغاة.
شكرا لك كييف على ترحيبك الحار، وأتمنى أن تكون رحلة أوكرانيا رحلة سلام ووحدة وتقدم. المجد لأوكرانيا!
لمشاهدة الكلمة اضغط هنــــا