حوار توكل كرمان مع شبكة سي إن إن الاميركية (ترجمة من الأنجليزي)

حاورها: كريستيان أمانبور- ينضم إلي الآن كل من الصحافية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.

مرحبًا بك في البرنامج، اسمحي لي توكل أن أسألك أولاً عن رأيك في إطلاق سراح لجين الهذلول التي وصفت عائلتها إطلاق صراحها بأنه "تحرير بلا حرية" ، إذا جاز التعبير.

نعم بالضبط، إنه "إطلاق سراح بلا حرية"، فالمملكة العربية السعودية أفرجت عن لجين الهذلول لكنها ما تزال تحت ما يشبه الإقامة الجبرية، فهي لا تستطيع مغادرة السعودية لأنها ممنوعة من السفر وكذلك أسرتها أيضا ممنوعة من السفر. وبالتالي لا يمكننا الحديث هنا عن أنها باتت حرة. إنها لا تزال قيد الأسر، وعليهم اطلاق سراحها كلياً ورفع الحظر عن سفرها وسفر عائلتها. كما يجب محاسبة من أخضعها للسجن وقام بتعذيبها. كما نأمل أيضا ان ينال جميع السجناء في السعودية حريتهم، بمن فيهم الناشطين وسجناء الرأي والمعتقلين السياسيين. 

 

اسمحي لي أسألك بحكم أنك شخصياً ناشطة في مجال حقوق المرأة. بالنسبة للجين الهذلول تعد المرأة الأبرز في السعودية، وقد صرحت عائلتها بالتالي: "أي إفراج لا يتضمن تحقيقًا مستقلًا في الاتهامات، ولا يتضمن رفع حظر السفر، ولا يتضمن إسقاط التهم فهذا ليس اطلاق سراح، وبالتالي فنحن ما زلنا بعيدين عن تحقيق العدالة." وهذا ما ألمحت اليه أنت ايضاً، لكن برأيك لماذا أقدمت المملكة العربية السعودية على هذه الخطوة في هذا التوقيت؟

تواجه المملكة العربية السعودية الآن ضغطاً من قبل إدارة بايدن. وأعتقد أن السعودية وكل دكتاتور في العالم اليوم سيعيدون النظر في سياساتهم إذا ما كانت الولايات المتحدة فعلاً جادة في دعم حقوق الإنسان والديمقراطية وأعادت النظر في التعامل مع أولئك الذين يستخدمون القمع ضد مواطنيهم أو يعتدون على الدول الأخرى. إن الوضع القائم والعنف الذي مارسه النظام السعودي ما كان ليحدث الا بضوء أخضر من الإدارة الأميركية، الإدارة السابقة وكذلك بضوء أخضر من المجتمع الدولي، فمهاجمة اليمن، وشن حرب عليها وقتل جمال خاشقجي واعتقال عشرات بل ومئات النشطاء والعلماء وأصحاب الرأي والسياسيين، وارتكاب جرائم حرب، كل ذلك لم يكن ليحدث الا بضوء أخضر من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية. أما وقد أتت إدارة أميركية جديدة وقطعت على نفسها وعوداً بأنها ستتعاون وأنها سوف تصطف الى جانب الشعوب والمدافعين عن حقوق الإنسان ومع كل الديمقراطيين حول العالم، فأعتقد أن هذا سيكون انفراجة لكافة الشعوب حول العالم وحلاً ناجعاً لمختلف الصراعات حول العالم، وسوف يساعد في وقف الاستبداد والإرهاب والفوضى في كل مكان، ومن خلال دعم المؤمنين بالديمقراطية.

 

فيما يتعلق بالحوثيين وطريقة التعامل معهم لتغيير سلوكهم..في مقال لك في صحيفة واشنطن بوست قلت أن على إدارة بايدن أن تمارس أقصى قدر من الضغط على الحوثيين للتراجع عن انقلابهم والعودة إلى ما سبق أن اتفق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني، والضغط على إيران لوقف تدخلها في اليمن والامتناع عن إمداد الحوثيين بآلات الدمار والموت. توكل، هل ترين أن هناك طريق بسيطًا أو مباشرًا لحمل إيران على إيقاف الحوثيين؟

أولاً ما ينبغي معرفته أن مشكلة الحوثيين هي في الأساس داخلية، تخص اليمنيين. وكنا قد شرعنا في إيجاد حل لها عبر حوار وطني شامل أعقب الثورة السلمية وعقب أول انتصار ضد علي عبد الله صالح وذلك حينما أجبرناه على الاستقالة. جرى هذا الحوار بمشاركة الحوثيين أنفسهم وكافة القوى اليمنية الأخرى وكنا أحرزنا تقدماً كبيراً، لكن المشكلة حدثت حينما تدخلت الأطراف الخارجية في الشأن اليمني، وتلقى الحوثيون دعماً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران.

إن مشكلتنا الحقيقية تكمن في حروب الوكالة وفي الهيمنة والوصاية اللتان تمارسهما كل من السعودية والامارات على اليمن. وبالتالي فان الحل يبدأ من ممارسة الضغط على الحوثيين للتقيد بالتزاماتهم بمخرجات الحوار الوطني او بالجلوس الى حوار جديد يدعو اليه اليمنيون. وحينها أنا متأكدة من أن اليمنيين سيكونون قادرين على حل مشاكلهم لكن شريطة أن توقف السعودية والإمارات حربهما على اليمن وترفعان وصايتهما على البلد بالإضافة الى وقف دعمهما للميليشيات.  

وبالنسبة للحوثي فيمكن اخضاعه من خلال طرق سلمية أو أي وسائل أخرى، المهم هو إنهاء تدخل الأطراف الخارجية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران، لأن تدخلهم لا يزيد الوضع الا تعقيداً. ويتوقف الأمر أيضا على جدية بايدن، فلا يكفي أن يضغط لإنهاء الحرب وقصف التحالف لليمن، فالمسألة أكبر من مجرد إيقاف الحرب والقصف، اذ يتعين عليه الضغط على وضع حد للهيمنة السعودية والاماراتية في اليمن ووقف كل اشكال الدعم المباشر وغير المباشر لمليشيا الحوثي. صحيح أن الحوثيين يتلقون دعمهم من إيران، لكن دعماً مباشراً وغير مباشر يأتيهم أيضاً من السعودية والامارات، وهذا قصة طويلة يمكن مناقشتها. بالنسبة لقرار إدارة بايدن رفع الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية، فأقول بأن مليشيا الحوثي ارتكبت فضائع مروعة ومارست اعمالاً إرهابية بشعة ودمرت اليمن تماما كما التحالف السعودي الاماراتي وبالتالي على بايدن أن لا يحول قضية اليمن الى ورقة مساومة مع إيران وأن يمارس الضغط على كل الأطراف لإحلال السلام.


لمشاهدة الحوار اضغط (هنـــــا)

Subscribe now to get my updates regularly in your inbox.

Copyright © Tawakkol Karman Office

Search